أعلن وزير الأشغال العمومية فاروق شيعلي أول أمس، أنه تم منذ مطلع العام الجاري توظيف ما يقارب ألف عامل من مختلف التخصصات في مناصب الشغل الشاغرة التي تم إحصاؤها في القطاع. وأشار الوزير خلال لقاء مع مسيّري المؤسسات العمومية الاقتصادية التابعة لشركة تسيير مساهمات الدولة للأشغال العمومية “سينترا”، إلى أنه من إجمالي 1600 منصب شاغر تم إحصاؤها في القطاع، تم تنصيب 937 موظفا في مناصبهم، في انتظار تنصيب 745 موظفا آخرين خلال الأسبوع المقبل. وكان السيد شيعلي قد أعلن شهر ديسمبر الفارط، أن وزارته ستشرع مطلع سنة 2014 في عملية توظيف من أجل شغل المناصب الشاغرة في القطاع، مضيفا أن حوالي 90 بالمائة من مناصب العمل ستخصَّص لتعزيز إمكانات دُور الصيانة، التي تعرف عجزا في مجال اليد العاملة. من جهة أخرى، أفاد الوزير بأن البرنامج الاستثماري للقطاع في آفاق 2019 والذي سيستفيد من غلاف مالي ب 4200 مليار دينار جزائري؛ ما يعادل 60 مليار دولار، سيسمح بتشغيل حوالي مليوني عامل، ومن المنتظر أن يتضمن البرنامج الذي سيُعرض على الحكومة عما قريب، إنجاز 16 طريقا سيّارا على مسافة أكثر من 1600 كلم، بالإضافة إلى الطريق السيّار للهضاب العليا، والقيام بازدواجية حوالي 10 آلاف كلم من الطرقات، وعصرنة 4000 آلاف كلم. كما سيتم برمجة إنجاز حوالي 265 كلم من الطريق الدائري الرابع للعاصمة، بالإضافة إلى 500 منشأة فنية، وتوسعة ثلاثة مطارات، وتدعيم 12 مطارا آخر، مع إنجاز سبعة موانئ للنزهة، وإعادة تهيئة 24 ميناء. بالمقابل، حرص الوزير على التأكيد على أن المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة، ستكون لها الحصة الكبيرة من هذا البرنامج، وذلك على خلفية الاقتراح المقدَّم من طرف الوزارة للحكومة، للتوقيع على صفقات بالتراضي البسيط. وبهذه المناسبة، دعا السيد شيعلي المؤسسات الوطنية إلى تنظيم نفسها في شكل تجمعات لاستدراك النقائص وتحقيق تكامل وتناسق فيما بينها، مع إشراك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البرنامج في إطار المناولة. وفي هذا الصدد، تم الإعلان عن ثلاثة مجمعات للتكفل بإنجاز جزء من طريق السيّار للهضاب العليا في شطره الرابط بين باتنة وبوغزول (المدية). ولدى تطرق ممثل الحكومة للحصيلة السنوية لشركة “سينترا” التي تضم 51 مؤسسة ومكاتب دراسات ومخابر، أشار إلى تحقيق هذه الأخيرة رقم أعمال يعادل 58,7 مليار دج السنة الفارطة، بزيادة تقدَّر ب 17 بالمائة مقارنة بالسنة التي سبقتها، وهو ما سمح بخلق حوالي 3100 منصب شغل جديد، ليرتفع عدد العاملين بها إلى 33200 عامل. من جهة أخرى، دعا الوزير إلى دعم 3 مؤسسات تابعة لشركة “سينترا” تعاني من العجز المالي، بعد أن أصبح رقم أعمالها لا يغطي حتى تكاليف رواتب العمال، مقترحا إعادة تأهيل هذه المؤسسات مع فتح المجال للشراكة مع الخواص، خاصة بعد التوقيع على ست مذكرات تفاهم مع شركات برتغالية وتركية وإيطالية، بالإضافة إلى اتفاقيتي شراكة أخرى، سيتم توقيعهما مستقبلا مع شركات بلجيكية وكرواتية في مجالات الإشارات الطرقية وتجهيز المنشآت الطرقية والبحرية. وفي سياق آخر، دعا شيعلي مؤسسات الإنجاز الوطنية إلى اعتماد نظرة مستقبلية، والمشاركة في برامج الأشغال العمومية بالدول المجاورة رغم العراقيل والعقبات، خصوصا في التشاد والنيجر، اللذين عبّرا عن رغبتهما في مشاركة الشركات الجزائرية في إنجاز مختلف المشاريع بها، مشيرا إلى عقد اجتماع يضم وزارتي الأشغال العمومية والتجارة والجمارك في الأسابيع المقبلة، لدراسة كيفية إعطاء الدعم للشركات الجزائرية للقيام بأشغال على المستوى الإفريقي. من جهتهم، تطرق مسؤولو الشركات التابعة ل “سينترا” خلال هذا اللقاء، للمشاكل التي تعرقل إنجاز مشاريعهم، خصوصا ما يتعلق بالمستحقات غير المسدَّدة، والمقدَّرة بحوالي 40 مليار دج خلال العشر سنوات الأخيرة. وحسب رئيس مجلس المديرين محمد خوجة، فإن 25 مليار دج من هذه المستحقات، موجودة على مستوى وزارة الأشغال العمومية ومديرياتها الولائية.