أعلنت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن تنظيم مؤتمر أبوظبي الثالث للترجمة تحت عنوان “الهوية والتواصل الثقافي” خلال الفترة الممتدة من 2 إلى 5 ماي القادم بالتوازي مع الدورة الرابعة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ويناقش المؤتمر الذي يقيمه مشروع “كلمة” للترجمة التابع إلى الهيئة، نصوصا متخصّصة من الإنجليزية، الإسبانية والإيطالية، تتناول مواضيع تتعلّق بالهوية والتواصل الثقافي، في مجموعة من ورش العمل الموجهة إلى المتخصصين من الشباب العرب. قال الدكتور علي بن تميم مدير إدارة برامج المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في مؤتمر صحفي؛ “اخترنا هذا العنوان الكبير لورشات العمل لأنه يفتح آفاقا جديدة أمام المترجمين عند مقاربتهم للنصوص ونقلها إلى العربية واللغات الأخرى، فلا يمكننا إغفال الدور المحوري الذي تقوم به الترجمة لتعزيز الهويات، وفي نفس الوقت الانفتاح على الآخر والتواصل معه، وهو دور يمكن أن يكون عائما إذا غاب الوعي، وعندها قد يقود إلى إساءة فهم النصوص”. وأوضح بن تميم؛ “من خلال تجربتنا في مشروع (كلمة) للترجمة، نلحظ الوتيرة البطيئة التي تسير عليها حركة الترجمة إلى العربية عموما، وهو أمر يجعلنا في موقع متأخر لما وصلت إليه ثورة المعرفة الحديثة والتكنولوجيا في العالم، رغم أننا في مشروع (كلمة) تمكنا من نقل معارف وعلوم متنوعة عن 13 لغة وترجمة أكثر من 700 كتاب، إلاّ أنّ الحاجة إلى تكثيف جهود المؤسسات الثقافية في هذا الصدد أصبحت أكثر إلحاحا، خاصة مع ازدياد وتيرة الإنتاج المعرفي، كما أصبحت الحاجة ملحة إلى بلورة رؤية متكاملة تقود إلى توحيد الجهود دون إهمال التنوع في الأهداف والاستراتيجيات”، ويقيم المؤتمر هذا العام 4 ورشات عمل تدريبية يشرف عليها أكاديميون متخصصون في الترجمة، حيث يناقشون مجموعة من النصوص المتنوّعة، يبحثون من خلالها على أفضل الأساليب لنقل النص من لغته الأصلية، مع الحفاظ على خصوصية اللغة والسياقات اللغوية والثقافية المتعلقة بها. قال الدكتور أحمد السقاف مدير برنامج “إصدارات وكلمة” في الهيئة؛ “جميع المشرفين على الورشات محترفون في الترجمة، لديهم أعمال مترجمة ويتمتعون بخبرة علمية كبيرة؛ فيشرف على ورشة الترجمة من العربية إلى الإنجليزية الدكتور سعيد الشياب من جامعة الإمارات العربية المتحدة، ويشرف على ورشة الترجمة من الإنجليزية إلى العربية الدكتور محمد عصفور من جامعة فيلادلفيا الخاصة، أما ورشة الترجمة من العربية إلى الإيطالية فيتولى إدارتها الدكتور عز الدين عناية من جامعة روما، وأخيرا ستقوم الدكتورة زينب بنياية بالإشراف على ورشة الترجمة من العربية إلى الإسبانية، وهي مترجمة معتمدة لدى وزارة العدل الإسبانية”. يشارك في الورشات 20 مترجما شابا من مختلف الدول العربية، تم اختيارهم من بعد إرسالهم لاستمارات المشاركة عبر الموقع الإلكتروني لمشروع “كلمة”، وقامت اللجنة المنظمة للمؤتمر بفرز المشاركات وفق شروط القبول المعلنة، وهي أن يتراوح عمر المشارك بين 28 و45 عاما، ويكون من خريجي كليات الآداب أو الترجمة أو اللغات، كما يتمتع بخبرة في الترجمة لا تقل عن 5 سنوات. ويحضر ورشات العمل الإنجليزية 20 طالبا وطالبة من الإمارات كمستمعين في خطوة لخلق كوادر مواطنة في هذا المجال. وأضاف السقاف؛ “إن الإقبال الكبير على المؤتمر من قبل المترجمين الشباب يعد مؤشرا مهما لاتجاهات الشباب نحو الاحتراف في عالم الترجمة، وهو مؤشر مشجع لنا للمضي قدما في مشروعنا لتأهيل وتدريب المترجمين الجدد، حملة مشاعل التنور والانفتاح الثقافي”.