انطلقت، أول أمس،بعاصمة الإمارات فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، بمشاركة ما يزيد عن ألف دار للنشر من خمسين دولة في العالم،حيث ستعرف الدورة الجديدة حضور أشهر الأدباء لتنشيط مختلف المحاضرات و اللقاءات الأدبية المبرمجة على غرار الجزائري رشيد بوجدرة الذي تحدث عن تجربته الروائية، وقد اعتبر أن »ألف ليلة و ليلة« هي أول رواية عرفتها الإنسانية، وقد استفاد منها الكاتب ليوظفها في روايته »معركة الزقاق«. عرف اليوم الأول من معرض أبو ظبي للكتاب في دورته ال23 العديد من النشاطات التي استقطبت الزوار، وكان للجزائر حصة الفاسد من البرنامج ،حيث التقى الجمهور في ركن» تواقيع« بالروائية أحلام مستغانمي أين وقعت روايتها الجديدة »الأسود يليق بك«. وفي منتدى الحوار، تحدث عدد من الأدباء الضيوف كان منهم الشاعر الإسباني خوان روبليدو، برفقة الشاعر والمترجم الأسباني أحمد يماني وهو من أصل مصري عن مسيرتهم الشعرية ،حيث قدم كل منهما مختارات من شعره. وكذلك تحدث سنان أنطوان أحد الروائيين السته من العراق عن تجربته الروائية . و سيحل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب على المعرض ضمن ضيوف جائزة الشيخ زايد للكتاب ،حيث فاز بجائزة شخصية العام الثقافية تكريما لشخصه كعالم مسلم يمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلو والداعية إلى ثقافة التسامح والحوار والدفاع عن المجتمع المدني. ويمتاز المعرض في هذه الدورة بثروة كبيرة من المنشورات إذ يضع أمام رواده ما يزيد عن نصف مليون عنوان بشكل ورقي، بالإضافة إلى ألاف العناوين المتوافرة في أقراص مدمجة وصيغ إلكترونية، وذلك في ركن المعروضات الرقمية. ويمتاز المعرض في موسمه الجديد بمزيد من الملامح الجمالية في التصميم والتنظيم والعرض، إضافة للعديد من منابر الأنشطة الثقافية من محاضرات وأمسيات شعرية ولقاءات مع كبار الأدباء. ومن هذه المنابر: مركز جامع الشيخ زايد الكبير ،حيث تم إصدار كتاب: »فضاءات من نور2« . ومن مزايا هذه الدورة ،أنها حققت نمواً جيدا وصلت نسبته إلى 15 بالمائة في المساحة و13 في المائة في عدد المشاركين، كما أن مساحة المعرض اتسعت بإضافة أكثر من خمس قاعات جديدة، كما بلغ عدد دور النشر العالمية 135 دارا، ويتوقع المنظمون حضور ما يقارب من مائتي ألف زائر. كما يستمر المعرض وللسنة الخامسة في تسليط الضوء على مبادرة الملكية الفكرية لدعم ترجمة الكتب من اللغة العربية وإليها، وبذلك يستطيع المشاركون التقدم بطلب للحصول على إعانات قيمتها 1000 دولار أميركي لكل عنوان متعلق بحقوق الترخيص ويجري التفاوض عليها خلال المعرض. ويشمل برنامج المعرض أكثر من 100 جلسة للنقاش كما يتضمن مجموعة من الحوارات الأدبية والمناظرات وجلسات قراءة الكتب وتوقيعها، بالإضافة إلى الفعاليات الموسيقية التي أضيفت إلى جدول المعرض في دورته الحالية. وهناك تشجيع لحضور المزيد من طلاب المدارس ليحصلوا على ما يرغبون من الكتب العلمية والقصص الأدبية التي خصصت لمختلف الأعمار. ويرافق الدورة الثالثة والعشرين من هذا الحدث الثقافي، انعقاد مؤتمر الترجمة الذي ينظمه مشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر ما يزيد على 60 خبيراً وأكاديمياً من حوالي 20 دولة عربية وأجنبية. ويتضمن ورشات عمل حول الترجمة الأدبية من الإنجليزية والفرنسية والألمانية إلى العربية، إضافة إلى ورشة لترجمة نصوص أدبية عربية إلى الإنجليزية، مع تقديم نماذج عملية وتجارب خاصة لمواجهة مشكلات الترجمة الأدبية والعلمية.