كعادتها، تضرب اليوم الجالية الوطنية بالخارج موعدا مع التاريخ، لتقول كلمتها في أهم محطة من محطات السياسة الوطنية بانتخاب القاضي الأول للبلاد، في ظرف يعرف فيه العالم حملة من التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية. وقد عودتنا هذه الجالية على التحلي بالحس الوطني الذي غالبا ما يميز كل الجاليات الغيورة على مصالح أوطانها الحاملة لآماله وتطلعاته والتعبير عنها، كما تعتبر سفيرة ثقافته وحضارته في البلد الذي تقيم به. وكانت جاليتنا في الخارج ومازالت رأس الحربة في الاستحقاقات السياسية، خاصة ما تعلق منها بالرئاسيات والتشريعيات، حيث تعطي أروع الأمثلة في الانتماء إلى الوطن الأم والتفاعل مع مستجداته السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية. وها هي اليوم تسارع إلى مكاتب الاقتراع لاختيار رئيس الجمهورية الذي ترى فيه من بين المتنافسين من يملك البرنامج الانتخابي الذي يخدم الأمة ويستجيب لآمال الشعب وانشغالات الجالية. وإذا كان المتنافسون قد ركزوا في حملتهم الانتخابية على الداخل فإن للجالية القول الفصل في ترجيح الكفة إلى هذا المترشح أو ذاك وفق البرنامج الأقوى والأثرى والأكثر واقعية وقابلية للتجسيد. والجالية الوطنية بالخارج جديرة بأن تعمم العرس الانتخابي المحلي فتجعل منه عرسا دوليا ينطلق اليوم وينتهي مساء السابع عشر من هذا الشهر، حيث يعرف الرئيس المقبل للبلاد. ومن هذا المنطلق، ينتظر أن تعطي الجالية درسا لمن يراهنون على المقاطعة داخليا وخارجيا.