وصف السيد عبد القادر ظريف الرئيس الأسبق لمولودية الجزائر ما يحدث في بيت العميد بالعمل غير المقبول، معبرا عن خشيته من أن المسار الذي أختاره المسيرون الجدد قد يؤدي الى أزمة حادة في المستقبل.وتطرق صاحب أول وآخر لقب إفريقي لمولودية الجزائر الى مسائل اخرى لها علاقة بتسيير الكرة الجزائرية، طالبا من السلطات العمومية إعادة النظر في التركيبة البشرية للجمعيات العامة للنوادي. - الى غاية اليوم لم يفهم الكثير، لماذا أقصيتم من عضوية الجمعية العامة للنادي رغم مساهمتكم المباشرة والفعالة في اختيار أعضائها؟ * أريد أن أوضح قبل كل شيء أن وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار هو الذي التمس مني شخصيا إعداد قائمة اعضاء الجمعية العامة لمولودية الجزائر لما قبل سنة 1977، وقد تزامن هذا الإلتماس مع اصدار تعليمات من وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل لمحمد جواد لكي يحضر هذا الاخير الأرضية لتمويل النادي وتكون بالتالي مؤسسة سوناطراك مموله الرئيسي. كل شيء تم بمنزلي بمشاركة جواد ومعريف ولم أقص أحدا من الاعضاء التاريخيين للجمعية العامة ما عدا أنني نسيت إقحام شخصين هما البروفيسور بن حبيلس وعبد اللطيف زهير. كل شيء كان جاهزا للاعلان عن هذه القائمة في اجتماع 12 جوان، لكن للأسف الشديد حدثت مناورات قبل ساعات قليلة من هذا الاعلان، حيث تم تغيير التركيبة البشرية لهذه القائمة بإقصاء أسماء لأعضاء حقيقيين في هذه الجمعية وإدراج أسماء أخرى ليست لها أية علاقة بالفريق ويؤسفني أن أكشف ان القائمة الجديدة تضم أربعة اشخاص من أصحاب السوابق العدلية بل أن ثلث الاعضاء غير شرعيين بعد التغيير الذي مس القائمة الأصلية، البعض منهم يفتقرون للكفاءة اللازمة للتسيير أذكر من بينهم السيد عجاني الذي رغم ان علاقاتي به ممتازة، إلا أنني لا أقاسمه نفس الأفكار والمبادئ. ولكل هذه الاسباب رفضت المشاركة في اجتماع 12 جوان حتى لا أبارك القائمة وما يتبع ذلك من ممارسات غير شرعية تحط من سمعة مولودية الجزائر. - لكن من كان وراء هذه المناورات والتغييرات التي وقعت على القائمة؟ * بصراحة جواد خدعني وخان ثقتي رغم تجربتي في التصدي لمثل هذه الأمور منذ ساعات قليلة فقط اتصل بي السيد رشيد معريف وقال لي بصريح العبارة أن محمد جواد ليس غريبا عن كل الممارسات التي وقعت في اجتماع 12 جوان وفهمت أن محدثي أدرك ان جواد هو الذي احدث التغييرات في القائمة الاصلية دون استشارتنا. من جهتي أقول فقط لجواد: "حذار من أن تجعل من مولودية الجزائر مجرد لعبة بين يديك لأنك امام مسؤولية تاريخية ولا ينبغي ان تعتقد أن الأمر هيّن عليك، فهو يدرك تمام الادراك ان مولودية الجزائر برنوس كبير، عليه ويتطلب الأمر منه السهر بدقة على الجانبين الإداري والفني، حيث سيكون مضطرا للتدخل كلما استدعى الأمر ذلك. - هل تعتقدون ان هناك امكانية لإعادة النظر في قائمة الجمعية العامة؟ * الذي يحدث اليوم في مولودية الجزائر أمر غير مقبول ذلك ان مبدأ اعادة تأسيس النادي على قواعد جديدة لم يحترم ولا يمكن انتظار تحقيق أي نجاح من أشخاص ليست لهم علاقة بالنادي بسبب فقدانهم العضوية داخل الجمعية العامة الاصلية. - البعض قال أن ظريف كان بوسعه المساهمة في إلغاء القرارات التي خرج بها اجتماع 12جوان.. * كيف لي أن أقوم بذلك والسلطات العمومية لم تحرك ساكنا أمام هذا الوضع. ظريف ليس بالآمر الناهي في مولودية الجزائر لتوقيف هذه المهزلة، لأن وزارة الشباب والرياضة بصفتها سلطة عمومية وسوناطراك بصفتها ممول النادي، هما الطرفان الوحيدان اللذان يخول لهما القانون توقيف هذا المسار. لقد كنت من اكبر المتحمسين لاستعادة شعار المولودية وسعيت بكل ما أتيت من حنكة وتجربة لتحقيق هذا الغرض لكن ادركت في الاخير انني في مواجهة قوة تحمل الكثير من السلبيات، تجربتي النضالية خلال الثورة التحريرية علمتني انه لا ينبغي الدخول في نقاش عقيم ولذلك يتعين تقييم موقفي مما حدث مؤخرا في مولودية الجزائر من خلال الخطوات التي سأقوم بها من اجل تغيير هذا الوضع أو على الاقل الوقوف ضد وقوع انحرافات اخرى تهدد باستقرار النادي على المدى القريب، فأنا لا أقبل نصائح الأطراف التي تجهل كل ما يحدث في مولودية الجزائر لأن ما يهمني هو المناضل الحقيقي الذي يدافع عن المبادئ التي نشأت من أجلها مولودية الجزائر. - ألا تعتقدون أن ما حدث في 12 جوان أصبح أمرا واقعا يتعين تقبله؟ * بما أن لا أحد أراد التدخل لتوقيف هذه المهزلة، فإنه ينبغي ترك الجمعية العامة تقيّم عمل أعضاء المكتب الجدد الذين ستوكل لهم مهمة قيادة النادي والنظر فيما بعد فيما إذا كانوا قادرين على تحمل المسؤولية.. - بماذا يعلق السيد ظريف على قرار حل جمعية آل مولودية؟ * لقد كنت من بين المؤسسين لهذه الجمعية وأظن أن قرار حلها كان طبيعيا ومنتظرا، ذلك ان المكلفين بتسييرها خرجوا عن الاطار التطوعي الذي نشأت من أجله جمعية آل مولودية، فالقانون يمنع على اعضائها الحصول على مرتبات شهرية، وزيادة على ذلك فإن الجمعية فشلت في تحقيق اهدافها والاستمرار في النشاط لن يحقق أي شيء إيجابي، الآن يتعين على الاعضاء الذين سيروها عقد جمعية عامة لتقديم حصيلة نشاطهم الادبي والمالي، ذلك أن جمعية آل مولودية سيرت عشرات الملايير ولقد اطلعت بأسف شديد على تهجمات رئيسها السيد عيزل ضد أطراف معنية بتسيير الفريق واعتبر اقواله صادرة عن شخص غير مسؤول. - يبدو أن الوضع في مولودية الجزائر لا يختلف عما حدث في النوادي الأخرى، فما هو في نظركم المخرج من هذه السلبيات؟ * ينبغي على السلطات العمومية التدخل في ما يجري من مساوئ في تسيير الأندية، هناك عدة خطوات يتعين القيام بها وأولى الاجراءات هي اعادة النظر في التركيبة البشرية للجمعيات العامة للنوادي، فليس كل من هب ودب يكون عضوا في هذه الجمعيات. في الستينيات والسبعينيات كانت السلطات العمومية تؤكد على ضرورة خضوع أي عضو في الجمعية الى عملية تأهيل، اليوم غيب هذا المقياس وهذا ما يفسر وجود اطراف مخربة في النوادي، كيف يمكن لنا ان نترك الفئات الشبانية تحت مسؤولية هذه الاطراف التي شوهت كرة القدم الجزائرية وحطمت قيمتها وطنيا وعالميا بعد كل المهازل التي وقعت طيلة هذه السنوات. - وبماذا تردون على الاصوات التي تنادي بإحداث تغيير في نظام المنافسة؟ * لست ضد فكرة تغيير نظام المنافسة، لكن لا ينبغي ان يتم تطبيق ذلك تحت التهديد والضغط، أنظروا ما حدث في وهران بعدما تأكد سقوط المولودية المحلية الى القسم الثاني أخشى ان تنتقل العدوى الى اندية أخرى، لذلك فإن تغيير نظام المنافسة يجب التخطيط له بدقة والنظر في الاهداف المرجوة من تطبيقه ولا يمكن اعتماده حتما في الموسم القادم.