شدّد المشاكون في يوم تحسيسي حول الوقاية الصحية والأمن عبر الطرقات أمس الإثنين بالجزائر العاصمة، على وجوب الاهتمام بالتكوين في مجال قيادة المركبات، لاسيما بالنسبة للسائقين التابعين للمؤسسات، للحد من حوادث المرور. وأكد عدد من الممثلين لكل من الدرك الوطني والأمن الوطني والحماية المدنية ومديرية النقل لولاية الجزائر، والمركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق وعدد من الجمعيات في هذا اليوم التحسيسي الذي نظمته شركة المياه والتطهير للجزائر (سيال)، أن “العامل البشري هو المتسبب الأساس في حوادث المرور؛ مما يستوجب التركيز على التوعية والتكوين الملائم”. وأوضح المتدخلون بالمناسبة أن “الإنسان تَسبب في أكثر من 80 بالمائة من حوادث المرور التي حدثت في الجزائر في 2013، والتي حصدت أرواح 4547 شخصا، وأدت إلى جرح ما لا يقل عن 60 ألف شخص”، مشددين على حتمية إعادة النظر في “منهجيات تعليم السياقة”. وفي هذا الصدد، دعا رئيس جمعية طريق السلامة السيد محمد العزوني، إلى التركيز على تربية النشء على احترام قواعد السلامة المرورية؛ لكون الإجراءات الردعية لوحدها لا تقي من المخاطر، داعيا إلى ضرورة “تمديد ساعات تعليم السياقة؛ لأن التكوين في مدة لا تتجاوز 25 ساعة، ليس كافيا”. ومن جهته، دعا ممثل المديرية العامة للأمن الوطني السيد رابح زواوي، إلى ضرورة اتباع إجراءات صارمة لإخضاع المركبات لفحص تقني منتظم، بالإضافة إلى وضع مخططات عمرانية مدروسة في المدن وخارجها، وتحديث شبكة الطرقات بما يتلاءم وارتفاع عدد المركبات من سنة إلى أخرى. وأوضح السيد زواوي أن “الإحصائيات التي تصنّف الجزائر في المرتبة الأولى عربيا من حيث عدد حوادث المرور، مبنية على أسس خاطئة، ولا تمتّ للواقع بصلة”، مؤكدا في هذا الصدد، أنها “تحتل المرتبة الثامنة من حيث عدد حوادث المرور على مستوى العالم العربي”. كما اعتبر ممثل الدرك الوطني السيد عبد المالك منقلاتني، أن “العدد الكبير للمركبات المستورَدة سنويا، يستدعي وضع مخططات أمنية ملائمة للوقاية من الحوادث التي تثبت الإحصاءات السنوية أنها ترتفع في الفترة الصيفية (جويلية وأوت)”. كما أبرز المتحدث أن الفئة العمرية التي تتراوح بين 25 و34 سنة، هي الأكثر تسجيلا لحوادث المرور؛ مما يتطلب - كما أضاف - “تكثيف الحملات التحسيسية، ونشر الوعي في أوساط الشباب والأطفال”. ومن ناحية أخرى، أشار ممثل المديرية العامة للحماية المدنية السيد فاروق عاشور، إلى فئة الأشخاص الذين يعملون في الطرقات كعمال شركات المياه والصيانة بمختلف أنواعها، الذين يتعرضون بصفة مستمرة لحوادث المرور، داعيا في هذا الصدد هذه المؤسسات إلى “إخضاع عمالها لتدريبات في الإنقاذ السريع”. وفي هذا السياق، أكد الرئيس المدير العام لشركة سيال السيد جان مارك جاهن، أن أغلب العمليات التي تنفّذها مؤسسته التي تضم أكثر من 6000 عامل، تجري على الطرقات، مشيرا إلى أن “عدد الخرجات الميدانية يبلغ حوالي أربعة ملايين ما بين عمليات الصيانة ونقل العمال” سنويا. وأكد السيد جاهن أن سيال اغتنمت فرصة الاحتفال باليوم العالمي للأمن والصحة في العمل، “لفتح باب الحوار بين شركائها حول وضعية الأمن عبر الطرقات في الجزائر، ولإطلاق مبادرة لحماية عمال المؤسسة من حوادث المرور، وللتفاعل بصفة أفضل مع المجتمع المدني”.