الفنان محمد بن جلول المعروف في الوسط الفني ب ”هواري الوهراني”، من الفنانين الذين يمثلون الجيل الجديد الحامل لمشعل الأغنية. خرج إلى الساحة الفنية وهو يملك صوتا رخيما، يذهب بالمستمع إليه في الوهلة الأولى إلى صوت الفنان العملاق؛ بلاوي الهواري، غير أنه تأثر كثيرا بالمرحوم أحمد وهبي الذي عشقه حتى النخاع وتأثر به وسلك منهجه مثل العديد من فناني الأغنية الوهرانية الأصيلة، وفي دردشة خفيفة جمعتنا به، أردنا أن نعرف جديده والصدى الذي تركته ألبوماته لدى محبي أغانيه الذين يكن لهم كل الاحترام والتقدير. ماذا تمثل لك أغنية ”يا الراقي بالله ارقيني”؟ هي الأغنية التي اشتهرت بها فعلا وأعتبرها فأل خير علي، كونها نقطة انطلاقتي الحقيقية مع الفن والإبداع، وبفضلها استطعت أن أصل إلى ما وصلت إليه اليوم من شهرة.
وماذا عن جديدك الفني الذي ستلتقي به مع جمهورك؟ في الحقيقة، لا أزال بصدد التحضير لألبوم غنائي جديد سيكون مفاجأة لجمهوري الذي أحترمه كثيرا وأحرص على اختيار أحسن الأغاني التي أقدمها له، سواء من حيث الكلمات أو الألحان والتوزيع.
أنت من مطربي الأغنية الوهرانية الأصيلة الذين رفضوا الابتعاد عنها رغم الإغراءات المادية التي تقدمها أغنية الراي. صحيح، أفتخر بولوجي عالم الأغنية الوهرانية الأصيلة التي تمسكت بها وأرفض أغاني الراي التي انحرفت بالذوق الفني إلى الحضيض ولا يزال، ولا أفهم كيف تجد هذه الأغاني هذا الرواج الواسع بين العائلات الجزائرية على العموم، رغم أن الفن رسالة سامية من المفترض أن تهذب الذوق وتطرب الأذن وتربي، لكن للأسف أصبحنا حاليا نسمع بعض الأغاني التي يستحي الشخص سماعها بين أصدقائه، فما بالك مع أسرته أو في الأفراح والأعراس؟
هل أغانيك تلقى التجاوب الذي تطمح إليه؟ نعم والحمد لله، فالفنان الذي يحترم فنه ويقدر قيمة ما يقدم لمستمعيه، يجد القبول الواسع لدى الجمهور عند مشاركته في أي احتفال أو مهرجان.
لماذا اخترت ولوج عالم الأغنية الوهرانية بالذات؟ أستطيع القول بأن ثمة علاقة عشق تربطني بالأغنية الوهرانية التي أحببتها منذ صغري وكبرت على سماع أغاني روادها، وعلى رأسهم المرحوم أحمد وهبي.
قيل بأن صوتك يشبه كثيرا صوت الفنان بلاوي الهواري، هل أنت متأثر به إلى حد بعيد؟ حقيقة فالعديد من متتبعي الأغنية الوهرانية يشبهون صوتي بصوت الفنان الكبير بلاوي الهواري، وهذه شهادة أعتز بها، غير أنني أجد نفسي أقلد الفنان الكبير المرحوم أحمد وهبي، وأشعر بأنني قريب من صوته وأحب كثيرا إعادة أغانيه التي أعتبرها مدرسة في حد ذاتها، تعلمت منها الكثير، فجميل أن يكون للأغنية الوهرانية التي لم تأخذ إلى حد اليوم نصيبها بعد من الاهتمام، إلى جانب رواد صنعوا مجدها، وصل صداها إلى العالمية وهذا فخر نعتز به، ذلك...
الساحة الفنية تعج بأسماء الفنانين، لكن قلما تجد من يقنعك بما يقدمه، فما رأيك؟ هذا واقع لا نستطيع أن ننكره، فالسيئ يطغى على الجيد في مجال الفن، وتحولت الساحة الفنية إلى ساحة للهرج والمرج، المهم الربح المادي والوصول إلى الثراء على حساب القيم والمبادئ، والحمد لله، هناك فنانون يحترمون أنفسهم والرسالة السامية التي يحملونها، ويدافعون عن الأغنية النظيفة والهادفة.
ما هي المواضيع التي تطرقت إليها في أغانيك؟ تحدثت عن الواقع الاجتماعي للمواطن الجزائري، وما يعيشه من علاقات إنسانية من حب، أبناء، والدين، وفاء وغيرها من المواضيع التي يعيشها المجتمع الجزائري.
مهرجان الأغنية الوهرانية على الأبواب، فماذا تنتظر من هذه الفعالية السنوية التي تعيشها الباهية وهران؟ المهرجان مكسب مهم لمدينة وهران التي تستحق أكثر من مهرجان في مختلف الطبوع الغنائية التي تزخر بها عاصمة الغرب الجزائري، وأنا سعيد بهذه الفعالية التي تعتبر لقاء مهما سيجمع بين الجمهور وفناني الأغنية الوهرانية.
كلمة أخيرة. أشكر جمهوري الحبيب على تشجيعه لي، والذوق الراقي الذي تحمله الأغنية الوهرانية، وسألتقي به في أقرب فرصة.