خرج المشاركون في المؤتمر الدولي الرابع حول العمارة والفنون الإسلامية الذي احتضنته جامعة قسنطينة ”3”، بالتنسيق مع جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة أيام 8، 9 و10 جوان الجاري، بالشراكة مع رابطة الجامعات الإسلامية، بمجموعة من التوصيات سترفع إلى الجهات المعنية في الدول الإسلامية والعربية التي تسعى إلى الحفاظ على الفن الإسلامي في العمارة واستغلالها في الحياة المعاصرة، طبقا للضوابط الإسلامية. نصت أهم التوصيات التي أثرتها كوكبة من المختصين والأساتذة في فن العمارة الإسلامية من الجزائر، تونس ومصر، على ضرورة فتح تخصصات في فن العمارة الإسلامية بالجامعات الإسلامية عبر مختلف الدول العربية والإسلامية، كونها جزءا من الحضارة الإسلامية، وتؤكّد الهوية والذاكرة التاريخية المعاصرة لهذه الأمة، علاوة على دعوة الباحثين والدارسين إلى الاهتمام بفن العمارة الإسلامية على مستوى مراكز الدراسات والجامعات واستغلالها، مع مراعاة احترام الضوابط الشرعية والأخلاقية في تصميم البنايات والعمارات، تشجيع البحوث والدراسات في مجال العمارة والفنون الإسلامية، مع ضرورة وضع فرق لتوثيق الفنون الإسلامية ومعالمها من أجل تسهيل الحصول على المعلومات الضرورية في وقت قصير لطالبها. وكان الملتقى فرصة لتقديم شهادة الدكتوراه الفخرية من طرف رئيس الجمهورية للأستاذ الدكتور عبد الله بن المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس رابطة الجامعات الإسلامية، نظير المجهودات التي يبذلها في إطار تطوير البحث العلمي، وتقدم الجامعات المنضوية تحت لواء منظمته. وجاء تنظيم هذا الملتقى من أجل توضيح بعض الجوانب العمرانية والفنية ذات البعد الحضاري في التراث الإسلامي الفقهي والعلمي، من خلال التعريف بالعمران الإسلامي وخصائصه، إبراز أثر القيم والتعاليم الإسلامية في توجيه العمل الإبداعي والفني، تجلية الجوانب الأخلاقية والجمالية والعقدية في فن العمارة الإسلامية وتخطيط المدن، بيان إمكانية الاستفادة من التجربة الإسلامية في فن العمارة والبيئة وتطورها وتأكيد أبعادها العالمية، إضافة إلى السعي من أجل إظهار قدرة وكفاءة الأمة الإسلامية بصفة عامة والجزائرية بصفة خاصة في مجال العمران حاضرا ومستقبلا، وكذا حث الطلبة والأساتذة على البحث والاجتهاد في مجال العمارة الإسلامية. وناقش الملتقى على مدار 3 أيام، إشكالية مدى إمكانية الاستفادة من التراث الفقهي والعلمي والحضري الإسلامي في مجال العمارة والعمران وإثراء التنوع الحضري في هذا الشأن، وفق 6 محاور أساسية أبرزها؛ تقديم مدخل إلى العمارة والفنون الإسلامية، مع التعريج على الضوابط الشرعية والعرفية في تنظيم العمران وتوجيه الفنون الإسلامية، وإلقاء نظرة على خصائص العمارة والفن الإسلامي ومعالمهما في الجزائر، وعلاقتها بالتنمية المستدامة في التعمير والعمارة الإسلامية، كملا تم التطرق إلى طبيعة التأثير والتأثر لهذه الفنون على الحضارة الأوروبية.