تتعدد الأخطار المحدقة بنا خصوصا في فصل الصيف، منها ما يمكن تجاوز أذاه ببساطة، ومنها ما لا يمكن تجاوز أذاه فيؤدي الى الموت ، ومن هذه الأخطار "العضات واللدغات" التي تصيب الانسان بالمرض مالم يتم تدارك الأمر. ويؤكد البياطرة أن داء الكلب من بين أبرز الأمراض فتكا بالانسان وهو فيروس ينتقل من الحيوانات المصابة الى الانسان عن طريق العض أو الخدش، حيث يتوغل اللعاب المحمل بالفيروس القاتل الى الأعصاب ومنه يأخذ مجراه تجاه الرأس، ليتوزع بعدها في أنحاء الجسم، وأول شيء يبرز عند المصاب بالداء هو الهيجان الشديد الى جانب تغير الملامح وعدم الرغبة في الشرب، ليتحول الأمر الى شلل جزئي فشلل كلي خلال فترة وجيزة ثم يفارق الحياة. لذا ينصح الأطباء عند الإصابة بعضة حيوان أو التعرض للخدش أو اللحس بضرورة الإسراع إلى اجراء عملية التلقيح عند أقرب مستوصف، في حين ينصح أيضا بمتابعة الحيوانات الأليفة بيطريا لأن داء الكلب لا يرحم في نظر الأطباء. ويشير معظم البياطرة الذين تحدثنا إليهم الى ضرورة وضع برنامج وقائي ينطلق عند الشروع في عملية تلقيح الحيوانات لا سيما الكلاب، وذلك في إطار برنامج تلقيح المواشي والأبقار ضد مرض الجدري والحمى المالطية. لكن وعلى غير العادة سجل غياب التلقيح ضد الكلب هذه السنة عن حملة التلقيحات، والدليل على ذلك إنتهاء عملية التلقيح بولاية عين الدفلى والتي شملت الأبقار والمواشي دون الكلاب وهو الأمر الذي يهدد الصحة العمومية.