أورد الكاتب الصحفي السوري خالد عارف عثمان أن القاريء يصاب بالدهشة الدهشة من تحقق جانب واحد في مسرودية الأعرج أو جانبين , أو خاصة واحدة أوخاصتين ... و بيّن كيف أنّ تزاحم المواضيع والأفكار في طيات الرواية أو تنوع الأساليب الروائية , فيها , أو تماهي المشوقات التي تسبح في سطور الرواية أو تلج عوالم الكلمات وأسرار التخييل البارزة في حرفية التصوير الواقعي الحسي والمتماهي المجرد أو غير ذلك فحسب بل تتضامن و العديد من العناصر والعوامل والشروط المضمونية والاسلوبية الشكلانية التي تعلي من خطاب واسيني ومسروديته الروائية والحكائية وتجربته الكتابية , . و أضاف خالد عارف عثمان أنّ رواية - أصابع لوليتا - تدفع بقوة لتتربع مكانة بارزة بين مصاف الرواية العربية والعالمية وبالتالي لكل ابداعات واسيني الأعرج ... أصابع لوليتا........
و تتألف - أصابع لوليتا - من خمسة فصول تنسرح على 463 صفحة من القطع المتوسط , متخذة العناوين التالية : الفصل الأول : خريف فرانكفورت , الثاني : انتظار على حافة النهر , الثالث : رماد الأيام القلقة الرابع صحراء الفتنة والقتلة الخامس : فصل في جحيم التيه كل فصل جزءاً بنيوياً من الرواية وعالماً حكائيا وسردياً منها عبر مقدمة ووسط ونهاية » خاتمة حيث تشي القراءة السريعة للعناوين السابقة بماهيتها وأحداثها ووقائعها مشكلة فضاءً سردياً للأحداث ومجالاً زمانياً ومكانياً اعتمد عليه الكاتب - الأعرج - لينقل إلينا - نحن القراء - الأحداث والوقائع كما وردت , وحدثت وتمت استعادتها وتذكر أبجديتها بحوارها ولغتها ورسمها وتخيلها وبالتالي سردها من قبل الشخصية الأهم - الرواي أو الرواي واسيني ..... أصابع لوليتا ..... العقدة الذروة والحبكة الدرامية ... واسيني أحداث مسروده وسردها ونماها وطورها بحسب منطق الحياة والواقع المتصاعد , وقد جاءت الحبكة محكمة , مرتبطة - بالرغم من كثرة الاستعادات والتذكر واستدعاء حوادث سبق وجرت مع شخوص الرواية - لتسير بشكل منطقي ومتصاعد حتى الذروة عندما تصر لوليتا على الخروج الى الشارع في ليلة رأس السنة حيث تنهي حياتها وتموت , بعد قدمت عدة إرهاصات بذلك كمن يودع شخصا لن يراه ثانية وبالفعل لقد أرسلت قبلة هوائية لمارينا وطلبت منه أن يصلي لأجلها كي يفوز بها في الجنة ... إنها الخاتمة للوليتا , ومارينا - المنتظر عودتها كي يحتفلا بعيد رأس السنة - بين مكذب لما سمع وقرأ ومصدق . أصابع لوليتا ... فنية الرواية : السرد والوصف والحوار نجح الروائي الأعرج في شدنا لقراءة و متابعة مسرودة منذ الكلمات الأولى و حتى نهاية الأحداث و هذا ما كان ليحدث لولا الأسلوب الرائع الذي تم نسج الرواية من خلاله لقد استطاع واسيني عبر سرده أن ينقل الحوادث من صورتها الواقعية و المتخيلة إلى صورة لغوية مستخدماً الأفعال الماضية في حركيتها ودلالاتها الزمنية على الماضي و ما تحمله من دلالات انفعالية و عواطف من حب و حميمية و خوف و قلق و تفاؤل و يأس و كبت و أعصاب و غير مما قرأناه في تصرف هذه الشخصيات . و عن سياق الأحداث و الموقف المعاش و المرسوم قال الكاتب أننا نجده رشيقاً سلساً موجزاً أحياناً و مطولاً أحياناً مشتملاً على طاقات تمثيلية معبرة قريباً من الحياة و إن كان فيه بعض المفردات باللهجة الجزائرية الدارجة إلا أن هذا لم يجعله منحدراً نحو العامية و الثرثرة بل قربه من الواقعية و جماليته .