تتوفر ولاية البليدة على مهارات بشرية مميزة وبيئة طبيعية ملائمة لتربية النحل تجعلها تتبوأ مكانة رائدة على المستوى الوطني في إنتاج العسل الخالص . وأكد رئيس جمعية مربي النحل لولاية البليدة السيد محمد حمزاوي أن البليدة هي متقدمة وطنيا في تربية النحل بسبب أقدمية كثير من المربين الذين مارسوا هذه المهنة لعشرات السنين . واكتسبوا من ذلك تجربة كبيرة في تنمية هذه الشعبة وهو ما جعلهم ينظمون أنفسهم بإنشاء تعاونية ترمي الى المحافظة على تربية النحل وتعليم الشباب التقنيات والكيفيات المناسبة على أرض الميدان لتربيتها . وقال في هذا المجال أن هذه التعاونية التي يوجد مقرها بالشفة تلعب منذ 20 سنة دورا بارزا في تكوين الفلاحين وخاصة منهم الشباب الجامعي ذوي المشاريع تكوينا ميدانيا يستغرق عدة أشهر . وأضاف أن التعاونية تكون كل سنة 250 شخص أغلبهم من حاملي الشهادات الجامعية . ويتكفل نحالون ذوو خبرة عالية في تربية النحل بإعطائهم دروسا تطبيقية تخص كل ما له صلة بالنحل من حيث خصائصه تنشئته تغذيته وتكاثره بهدف الوصول الى إنتاج غزير من العسل . ونظرا لنجاح التكوين داخل تعاونية تربية النحل لولاية البليدة والطلب المتزايد عليها فقد استعانت هذه الأخيرة بالوزارة الوصية فحلت المشكل بوضع تحت تصرفها معهد التكوين الفلاحي بالمدية الذي أوكلت له مهمة إسكان المتكونين وإطعامهم بالإضافة الى تسليمهم في نهاية تكوينهم شهادة معترف بها . ويمارس نشاط تربية النحل بولاية البليدة حسب ذات المصدر نحو 000 1 نحال منهم 200 مهني خالص أي يعيش أساسا من العسل الذي ينتجه نحله ويصل الإنتاج عند هؤلاء المهنيين الى 10 كلغ من العسل في الخلية الواحدة بينما لا يتجاوز عند غيرهم من المربين 5 كلغ في الخلية الواحدة مع الإشارة الى أن عدد خلايا النحل على مستوى الولاية أصبح يقارب 000 40 خلية . وفيما يتعلق بالعسل الذي ينتجه نحل البليدة فهو كما قال السيد حمزاوي من أطيب وألذ العسل لما له من تركيبة طبيعية خالصة وقيمة غذائية وشفائية عالية لذا فهو مطلوب كثيرا بحيث غالبا ما ينفذ من رفوف نقطة بيعه داخل التعاونية بسرعة . ويجلب نحل البليدة رحيقه من أزهار الأشجار والنباتات عبر مناطق طبيعية متنوعة داخل الولاية وخارجها أيضا لذا ينسب نوع العسل المستخلص من النحل الى مصدره ومنه الكاليتوس الحوامض الحرمل بونافع أللبانية وكذا السدر الذي تم تجريبه منذ خمسة أعوام بنواحي البيض وأعطى نتائج جد مشجعة . وأثار السيد حمزاوي مشكل بيع بعض المواد المشابهة للعسل في السوق الوطني بعضه مستورد من الخارج وآخر منتج محليا وهو يسوق على أساس أنه عسل . وقال في هذا المجال يجب عدم الخلط بين العسل الخالص التي ينتجه النحل والعسل الذي يدخل مصانع التحويل وتضاف إليه مكونات أخرى ليخرج بمادة مشابهة له . ودعا في هذا الخصوص السلطات المعنية الى تنظيم تسويق العسل وذلك بوضع علامة مميزة على كل مادة منتجة بمحتوياتها حتى يتسنى للمستهلك شراء النوع الذي يريده وينجو بذلك من الوقوع في مصيدة الباعة الغشاشون وما أكثرهم في زماننا.