تشهد جل الأسواق التضامنية التي تم استحداثها بولاية البليدة بمناسبة شهر رمضان وفرة في مختلف المنتجات الغذائية يقابلها انخفاض في الأسعار مقارنة بتلك المعروضة بالمحلات والمساحات التجارية الكبرى الأمر الذي يفسر الإقبال الكبير عليها من طرف المواطنين. فعلى غرار السنوات الخمسة الماضية، قامت مديرية التجارة بالتنسيق مع شركائها الاقتصاديين المتمثلين في كل من نادي المقاولين والصناعيين لمتيجة والكنفدرالية الوطنية لأرباب العمل بفتح سبع أسواق تضامنية موزعة عبر عدد من بلديات الولاية قصد تمكين المواطنين من اقتناء مختلف المنتجات الغذائية بأسعار تنافسية مقارنة بتلك المعروضة في الأسواق والمحلات العادية والتي حققت نجاحا منذ اليوم الأول من شهر رمضان. وتشهد هذه الفضاءات التجارية إقبالا جد كبير من طرف المواطنين الذين وجدوا فيها الفضاء المناسب لاقتناء مستلزماتهم من مختلف المواد الغذائية على غرار الأجبان والمعلبات والبقوليات واللحوم البيضاء بأسعار تنافسية لاسيما في ظل وفرة هذه المنتجات باستثناء مادتي الزيت والبطاطا التي تنفذ في فترة وجيزة. إجماع على نجاح هذه الأسواق ودعوات إلى استمرارها طيلة أيام السنة وفي هذا الشأن، عبر جل زبائن هذه السوق عن رضاهم التام عن الأسعار المطبقة التي مكنتهم من ادخار مبلغ من المال وتخصيصه لتغطية حاجيات أخرى، على غرار سيدة في العقد الخامس من عمرها التي نوهت بمثل هذه المبادرات التي مكنت لاسيما أصحاب الدخل المتوسط والضعيف من اقتناء كافة مستلزماتهم بأسعار في متناول الجميع. بدورها، أبدت شابة أخرى كانت رفقة والدها ووالدتها والذين اعتادوا التسوق في هذه الفضاءات التجارية خلال السنوات الأخيرة تفاجئها لتنوع المنتجات الغذائية المحلية المعروضة على غرار الأجبان والعصائر التي تحسنت نوعيتها بشكل كبير. كما حظيت هذه الفضاءات التجارية بإشادة واسعة من قبل التجار والعارضين المشاركين فيها نظرا للدور الهام الذي لعبته في تعريف وإقناع المواطنين باستهلاك المنتجات المحلية التي تضاهي في جودتها تلك المستوردة. وفي هذا السياق، أكد ممثل مؤسسة مختصة في إنتاج المعلبات أن الأسعار المطبقة بهذه الأسواق التضامنية هي نفسها أسعار البيع بالمؤسسة الإنتاجية لفائدة تجار الجملة بهدف مساعدة المواطن على اقتناء كافة مستلزماته التي ترتفع خلال شهر رمضان والحفاظ على قدرته الشرائية. من جهته، أشاد شاب آخر صاحب مؤسسة مصغرة مختصة في إنتاج مواد التنظيف بهذه الفضاءات التجارية التي أتاحت له الفرصة لترويج منتجاته الجديدة في الأسواق وتعريف المستهلك بها، لافتا إلى تجاوب زوار السوق معها خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، مبديا أمله في أن تكون هذه السوق انطلاقته الفعلية لتوسيع نشاطه.