عاما بعد عام، تغرق القنوات الجزائرية في الحضيض والرداءة خلول حلول شهر رمضان الفضيل، حيث تتسارع شاشاتها إلى استقطاب الدخلاء، المعتوهعين وحتى المنحرفين لجلب المشاهدات.. ضاربين حتى القيم الدينية، المجتمعية وحتى الأخلاقية. حيث يعيش المشاهد الجزائري عذابا حين يشاهد القنوات الجزائرية بعد إفطاره، المشاهد الذي يحاول البحث عن فضاء للترفيه وسط عائلته، يصدم بكم الرداءة والإنحلال التي تقدمه بعض القنوات الجزائرية في برامجها، هذه القنوات التي تحدت كل شيئ وذتجرأت على عرض منحرفين آتين من تطبيقات التواصل الاجتماعي، معروفين بانحلالهم، كانوا في زمن قريب يتلفظون بشتى الكلمات النبية ويخوضون في في الانحراف.. مثال على ذلك فتاة معروفة باسم "الأفعى" ظهرت على شاشة إحدى القنوات الجزائرية بمشاركتها في مسلسل يعرض في رمضان، هذه المرأة التي تمكنت بمحتواها التافه واللا آخلاقي أن تصل لهذه المؤساذسات الإعلامية، وتدخل بيوت الجزائريين من خلالها.. فأي رسالة تقدمها هذه القنوات وأي مبتغا تريده. الأسوء أن هذه القنوات تستضيف أشخاصا دون المستوى وآخرين يدعونهم بالمؤثرين، لتقييم الأعمال درامية والفنية، هؤلاء الدخلاء أصبحوا معيارا حسب أصحاب هذه القنوات ويباركون أصحابهم ومن يدعوهم. النقطة التي أفاضت الكأس هو عرض قناة النهار لمسلسل "حب الملوك" الذي أثار الكثير من الجدل وخلق موجة غضب بسبب بعض المشاهد اللا آخلاقية التي تخللت حلقته، الأمر الذي أدى بسلطة الضبط السمعي البصري إلى التدخل ووقف هذه التجاوزات. وانتقد جزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مضامين بعض الأعمال التلفزيونية التي بثت هذا العام، خاصة ما تعلق بما يُعرف ب "الكاميرا كاشي"، أو "الكاميرا الخفية"، واتهموها بعضها ب"الإساءة إلى الذوق العام والاعتماد على أساليب التخويف والدهشة". فإلى متى تستمر بعض القنوات الجزائرية في الترويج للرداءة فقط من أجل المشاهدات والإشهار.. لتدعي كل واحدة في الآخير أنها القناة رقم واحد وكل يقول أن فقرته كانت الأكثر مشاهدة، في حين الجزائري يتعذب أمام الشاشة، ويهجر إلى القنوات العربية الأخرى لعله يجد ما يبحث عنه. ***برلماني يحتج وقبل أيام طالب البرلماني ، عبد الله عماري، بتقديم توضيحات حول المسلسلات والبرامج التي يتم عرضها خلال شهر رمضان في بعض القنوات الخاصة. وقال العضو في المجلس الشعبي الوطني في رسالته "من هي الجهة المسؤولة عن مراجعة ومراقبة الحصص التلفزيونية قبل بثها؟ هل هناك مراقبة قبلية لهذه البرامج؟ ما هي الإجراءات الردعية المتخذة من طرف مصالحكم لمتابعة المنتهكين لهذه الأدبيات" وبحسب البرلماني عماري، فإن "الكثير من المسلسلات والبرامج التي يتم عرضها عبر بعض القنوات خلال شهر رمضان لا تتلاءم مع التقاليد والعادات الجزائرية". ***قناة النهار توقف بث مسلسل "حب الملوك" الجزائري التونسي مؤقتا أعلنت قناة "النهار" الجزائرية عن وقف مسلسل "حب الملوك" الذي يعرض خلال رمضان 2022 بالتزامن في الجزائر وتونس، مؤقتا، وقدّمت القناة اعتذارها لما تضمنه من مشاهد وُصفت بغير المناسبة، وذلك استجابةً لقرار سلطة الضبط. ونشرت القناة بياناً قالت فيه "تتوجه قناة "النهار" إلى مشاهديها الكرام، بخالص اعتذارها وأسفها على لقطات غير مناسبة. تم بثها في إحدى حلقات مسلسل "حب ملوك" خلال الشهر الفضيل". وقال القناة إن "المشهد الذي يتضمن تلك اللقطات تم بثه سهواً. مشددة على أنها لم تقصد الإساءة إلى مشاهديها. الذين تحترمهم كلهم وتحرص على مراعاة قيم الجزائريين". وعلى إثر ذلك، أعلنت إدارة "النهار" أنها قرّرت وقف بث المسلسل حالياًحتى "مراجعته حلقة بحلقة". وكانت سلطة ضبط السمعي البصري قد استدعت مدير قناة "النهار" بعد اتهامها ببث مشاهد تتنافى مع قداسة شهر رمضان، حسب ما أفاد بيان. وأوضحت سلطة الضبط أنها سجّلت "مشاهد يتنافى محتواها مع قداسة الشهر الفضيل وتمس بالقيم الدينية والأخلاقية للمجتمع الجزائري، خاصة ضمن حلقته الثالثة". وأشار المصدر ذاته إلى أنه "وبعد دراسة الموضوع، قامت سلطة الضبط باستدعاء مدير القناة لتقديم توضيحات حول هذه المشاهد الخادشة للحياء التي لاقت أيضاً ردود فعل ساخطة من طرف جميع شرائح المجتمع". وأضافت أن مدير القناة "اعترف بالخطأ المرتكب رغم المجهودات التي تقوم بها القناة لتقديم برامج ترقى وتتماشى ومقومات المجتمع، خاصة في شهر رمضان الكريم".