لا تزال لمسات الماضي الأصيل التي تحملها منوتجات الصناعة التقليدية الحرفية بسوق أهراس تقاوم زحف العصرنة و مشاكل التسويق معبرة عن مقاومتها للاهمال من خلال تظاهرات ومعارض تدعو للتحسيس ولاعادة الاعتبار. وفي هذا الاطار تم الأسبوع الماضي اقامة معرض احتضنته قاعة "طاغست" للإذاعة المحلية بمناسبة إحياء اليوم العالمي للسياحة بمشاركة عدد من العارضين أكوا بهذه المناسبة أهمية إعادة الاعتبار لمنتوجاتهم . وأشار حرفيون في صناعة الفخار والجلود والرخام والرسم على الزجاج والنقش على الخشب بالمناسبة أن مشكلتهم كما هو بالنسبة لحرفيين آخرين تكمن في غلاء المواد الأولية علاوة عن صعوبة التسويق حيث تبقى المعارض "الفرصة الذهبية" لبيع القطع التي ينتجونها بالنظر إلى عدم توفرهم على محلات. ففي هذه الولاية الواقعة بأقصى شرق البلاد يتحول الفلين إلى قطع فنية تزخر بالإبداع لاسيما عندما يتم مزجها بالقصب الذي يمنحها طابعا مميزا إلا أن هذه الحرفة الفنية التي تمثل التراث العريق والإبداع الإنساني تقاوم بصعوبة مخاطر الاهمال. فبرأي العارض بهذا الجناح السيد جمال حرارية فإن مشاكل عدة تقف أمام تمسكه بهذه الحرفة الفنية التي يمارسها بمنزله بمقابل وفرة هذه الجهة من البلاد على إنتاج هائل من مادة الفلين. وأضاف ذات الحرفي أن العمل على الفلين والصناعة التقليدية عموما التي كانت تمثل المصدر الأساسي لعيش الأسلاف تعاني اليوم من بعض الإهمال مما يهدد باندثارها حيث أن البعض ممن لا يزالون يمارسون هذه المهنة رغم الصعوبات التي تقف أمامهم انما يقومون بذلك بفضل الوعي بالقيمة التاريخية لمنتجاتهم التي تحافظ على تراث المنطقة وتضمن للأجيال الصاعدة التشبث بالتقاليد والتراث. وقد صنع حرفيو المنطقة بأناملهم تراثا شعبيا لا يزول حيث أن من بين الحرف المشهورة صناعة الزربية الراقوبة بمداوروش التي تتميز بألوانها الكثيرة ورموزها الإيحائية التي تمثل إسقاطا للحس الفني . كما تعرف المنطقة كذلك بفن الطرز. فبالخيط والإبرة تبدع حرفيات سوق أهراس في نسج قطع مختلفة لتزيين الفراش والمناديل وغيرها. وحسب بعض الحرفيين فإن المنتجات الحرفية الفنية بمدينة سوق أهراس تعرف تراجعا مستمرا على مستوى المبيعات مما يشكل خطرا على هذا الموروث الذي طالما اشتهرت به الولاية. كما شد جناح اللباس التقليدي للآنسة صيد نصيرة إعجاب زوار خاصة وأنها تستعمل فيها الفتلة العنابية والقسنطينية وذلك لتنوع الثقافات في هذه الجهة من الوطن. وأشارت هذه الحرفية أن منتجاتها تعرف إقبالا كبيرا من طرف نساء المنطقة وحتى من خارج الولاية والوطن إلا أنها تعاني من عدم تمكنها من الحصول على محل ذي طابع مهني لاسيما وأنها أودعت طلبا لذلك منذ العام 2008 . ومن جهتها اعتبرت الحرفية الحمرة قروي المختصة في صناعة الزرابي وواحدة من نساء المنطقة ممن تداعب أناملهن الصوف والألوان لتنسج الزربية الشاوية التي تحكي عن التقاليد وعن الأصالة برموز وأشكال مختلفة أن تحويل خيوط النسيج إلى زرابي هو موروث تعتنقه كثير من نساء المنطقة اللواتي يقبلن بشكل ملحوظ على تعلم هذا الفن اليدوي. وأضافت هذه الحرفية التي ترعرعت في وسط محافظ على التقاليد أنه على الرغم من الإقبال على تعلم فن صناعة الزربية التقليدية والإقبال على اقتنائها من قبل السياح من الوطن و من خارجه فإن هذه الحرفة تبقى مهددة بالزوال. وأوضحت أن مشكل الإمكانيات يعترض كثيرا سبيلها ويحول دون تمكنها من التنقل لشراء مادة الصوف من ولاية بسكرة مما يسبب تذبذبا في إنتاجها.