في منطقة نائية من مناطق الظل قطعت ممرضة زيارة والي ولاية بلعباس و كشفت له عن الوضعية الكارثية لمركز صحي تشتغل به، فما كان من السيد الوالي سوى أن رافقها نحو هذا المركز ليقف على وضع مركز صحي يصلح لكل شيء إلا أن يكون مركزا صحيا، فلا كهرباء و لا تدفئة و لا شيء يوحي أن المركز يصلح للعلاج، بل هو اصلا في حاجة الى علاج كبير، و حتى السكن الوظيفي الذي تم منحه للممرضة و الذي يعتبر حقا من حقوقها اعتبره المسؤولين المحليين منة منهم على الممرضة، الشجاعة التي واجهت بها الممرضة المسؤولين المحليين أمام الوالي و ما كشفته من تقصير و حقرة في حقها و حق المرضى بلغت من نفس الوالي مبلغا جعلته يقول للجمع المرائي الذي حوله من سلطات محلية ومدراء و معهم رئيس البلدية، ( والله عيب عليكم و حرام عليكم كي عادت امرأة حقرتوها)، هذه العبارات وحدها كافية لدفع اي مسؤول محلي و على رأسهم رئيس البلدية لتقديم الاستقالة و الاختباء طويلا في المنازل حياءا و خجلا من سوء التدبير و سوء التسيير التسيير وقلة الحياء، الممرضة استغربت و هي تسرد مأساتها أمام الوالي كيف لرئيس البلدية الذي انتخبه الشعب ان يهمل هذه القضية و لا يكترث لمعاناة من صوتوا عليه ليكون همزة وصل بينهم و بين السلطات، و الي ولاية بلعباس الذي يبدو أنه لم يعد يثق في تقارير محيطه و المديريات البيروقراطية صار يخرج ليلا و نهارا و في كل وقت نحو المناطق المعزولة ليقف على حجم الظلم و الحقرة التي يتسبب فيها مسؤولين كل انجازاتهم تقارير بيروقراطية خلاصتها أن كل شيء على ما يرام، الوالي من شدة التأثر و عدم الثقة في الشلة التي من حوله قالها صراحة و بنبرة حزينة( يا درى وش راه صاري في جهة اخرى)، و فعلا تراه ماذا يحدث في جهة أخرى ما زالت صرختها لم تصل اسماع الوالي بعدما سد المحيط البيروقراطي طريقها حتى لا تصل للمسؤول الأول في الولاية ؟ الوسوم قلم المسار