بعد صمت طال مرحلته وما بعدها توفي الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، وان كان البعض يعتبره أب الديمقراطية فإن الحقيقة أن الشاذلي بن جديد كان بمثابة أب الجزائريين، نظرا لتسامحه وترفعه عن الأمور البسيطة، ورغم الاتهامات التي طالت خلال مرحلة حكمه أو بعده ظل الرئيس كبيرا ولم يرغب في الرد عليها تركا الحكم للتاريخ، وللشعب الذي سينصفه لا محالة، فقد تحمل المسؤولية في فترة عصيبة مرت بها البلاد بعدما توفي سابقه الرئيس الرحل هواري بومدين، وتخلى عن الحكم في مرحلة أخرى عصيبة كان يرى أن بقاؤه بالكرسي وتمسكه به لن يزيد الأمور الا تعقيدا ففضل الانسحاب بهدوء كما جاء الى سدة الحكم بهدوء، مشكلة الرئيس الشاذلي بن جديد أنه جاء في مرحلة عصيبة، مرحلة انهارت فيها أسعار البترول وانهار فيها المعسكر الشرقي، واختلطت مفاهيم العالم وتداخلت، وصراع داخلي في آخر الثمانينات كان هو دوما فيه صمام الأمان كي لا يخرج الصراع للعلن، كان يحلم في بداية حكمه بحياة الرفاهية لشعبه ففتح بعض المجالات وأطلق المسجونين السياسيين واعتقد أن الأمور ستسير على هذا الحال، ولكن حصلت في فترة حكمه أمور كثيرة سيكشفها التاريخ يوما وستنصف الرجل حتما، ومهما قيل في الرجل فقد كان محبوبا وستثبت جنازته ذلك .