تتواصل بمقر الأممالمتحدة جلسات لجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة ، حيث تحظى القضية الصحراوية وكفاح الشعب الصحراوي من اجل الحرية وتقرير المصير والاستقلال باهتمام كبير من طرف عشرات المنظمات والشخصيات التي جاءت لنيويورك للمرافعة عن القضية الصحراوية وإبراز صمود الشعب الصحراوي ونقل معاناته . وفي هذا الإطار دعت السيد السيدة سوزان شولتي، من مؤسسة منتدى الدفاع في مداخلتها أمس الأربعاء اللجنة الرابعة الى العمل على إنهاء الاحتلال المغربي للصحراء الغربية والتشبث بحق الشعب الصحراوي. وحذرت من ان تأخير تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي وافق عليه الطرفان " سيفاقم من معاناة الشعب الصحراوي داخل الأراضي المحتلة. وأبرزت شولت الوضع الصعب للصحراويين الى أنهم يواصلون بشجاعة الدفاع عن حقوقهم المشروعة من خلال المظاهرات السلمية وكلهم ثقة في عدالة قضيتهم. بدوره اكد السيد فانسان شابو ان الشعب الصحراوي الذي يواجه انتهاكات جسيمة لحقوقه في ظل صمت مريب في حاجة الى الحصول على المساعدة من المجتمع الدولي. وابرز في مداخلته ان النظام المغربي يواصل بشكل ممنهج منع الصحراويين في الأرض المحتلة من التعبير عن حقوقهم. من جهته اكد السيد إريك دافيد، من مركز القانون الدولي ببلجيكا، أن المغرب لازال ينتهك القواعد الأساسية للقانون الدولي مذكرا أنه منذ احتلاله للصحراء الغربية قام بالعديد من الأنشطة غير القانونية كاستغلال الثروات والموارد الطبيعية. وأشار الخبير في القانون الدولي ان العديد من دول العالم طالبت شركاتها التي كانت تقوم بأنشطة في الصحراء الغربية بالتوقف عن تلك الأنشطة المخالفة للقانون الدولي . بدوره دعا السيد بيير غالند ، رئيس التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي، لجنة تصفية الاستعمار إلى العمل بشكل عاجل لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير. وقال انه بعد أكثر من عشرين عاما على الوعد الذي التزمت من خلاله الأممالمتحدة بتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية ، ان الأوان لتطبيقه على ارض الواقع ،مذكرا بالاعتراف الذي تحظى به الدولة الصحراوية من قبل الاتحاد الإفريقي. من جهته حث جان بول لوكوك، عمدة بلدية غونفرفيل لورشيه في فرنسا، بلاده الى تسهيل ودعم توسيع مهام وصلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان ، معبرا عن أسفه لسياسة ازدواجية المعايير التي تنتهجا بعض الحكومات التي لها علاقات قوية مع المغرب. من جانبها أكدت السيدة كاتلين توماس عن رابطة المحاميين بنيويورك ان كل الدراسات القانونية خلصت الى ان المغرب لا يمكنه ان يدعي ان له حقوق في الصحراء الغربية ،مبرزة ان حقوق الصحراويين راسخة ولا يمكن التنازع حولها وفي مقدمتها حق تقرير المصير.
وأبرزت ان ميكانيزمات تقرير المصير في الصحراء الغربية واضحة وحددتها خطة التسوية الأممية الإفريقية سنة 1991 ، داعية مجلس الامن الدولي الى تطبيق البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة، كونه أصبح الوسيلة الوحيدة لفرض مبدأ تقرير المصير. من جهته دعا السيد ميغيل كاسترو مورينو، ممثل حركة التضامن الاسبانية مع الشعب الصحراوي ، بان كي مون إلى التدخل العاجل لوقف انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات المغربية ضد الصحراويين العزل. وطالب كاسترو في مداخلته امام لجنة تصفية الاستعمار بإنشاء آلية اممية لمراقبة وحماية حقوق الإنسان داعيا مجلس الأمن إلى الاسراع في حل للقضية الصحراوية. وطالب المغرب بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين والكشف عن مصير المفقودين وتدمير جدار العار. بدورها انتقدت السيدة سوزان فيفيان من جامعة تورونتو، صمت الاممالمتحدة حيال الشعب الصحراوي الذي يعاني منذ اكثر من ثلاين سنة. وأبرزت ان الأجيال الصاعدة تتطلع بشقف كبير الى الحرية الاستقلال الوطني، مؤكدة ان زيارتها لمخيمات اللاجئين الصحراويين مكنتها من الاطلاع على واقع الصحراويين الذين عبروا عن عزمهم في مواصلة الكفاح حتى استعادة حقوقهم التي سلبت منهم منذ اكثر من ثلاثين سنة. من جهته قال السيد كيربي غووكين من جامعة نيويورك انه يشارك في أشغال اللجنة الرابعة للمطالبة بتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير وإدراج مكون ضمن بعثة المينورسو لحماية حقوق الانسان. ونبه الى ان تقاعس المجتمع الدولي عن حل القضية الصحراوية سيسبب ازمة إنسانية خاصة في ظل تعرض الصحراويين للتنكيل في الاراضي المحتلة ومعاناة اللاجئين الصحراويين . من جهتها اكدت المواطنة الأمريكية روبن كان، ان تجربة الشعب الصحراوي في بناء مجتمع في مخيمات اللاجئين مثار إعجاب وتقدير. وأكدت ان النظام المغربي يواصل بشكل ممنهج أساليبه الوحشية ضد الصحراويين ، معربة عن املها في ان يتمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير. من جانبه دعا السيد جياني جيناسي رئيس بلدية سيستو فيورنتينو الايطالية إلى تمكين الحق الشعب الصحراويين حقه في تقرير المصير، مؤكدا ان ما يجري في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية من قمع وتنكيل لا يمكن السكوت عنه.