استشهدت أستاذة الأدب و الناقدة راوية يحياوي في ندوة أدبية نظمتها جمعية "الجاحظية" بمقرها تحت عنوان "جميلة بوحيرد في الرؤية الشعرية لنزار قباني وبدر شاكر السياب" بأشعار السوري نزار قباني والعراقي بدر شاكر السياب معتبرة أنهما صورا بوحيرد كبطلة "خارقة" ولكن من منظارين مختلفين. وأوضحت المتحدثة في هذا اللقاء الأدبي المنظم بمناسبة خمسينية استقلال الجزائر أن كلا من قباني (شاعر المرأة) والسياب (رائد التجديد الشعري) "اختلفا في رؤياهما الشعرية بمستوييها الظاهري والضمني وأيضا في حساسياتهما الجمالية ممثلة في أفكارهما المترجمة في أعمالهما"، ومن خلال قصيدة "جميلة بوحيرد" لقباني أكدت الناقدة يحياوي أن هذا الأخير الذي كان "قوميا عربيا" قد "ابتهل كثيرا" ببوحيرد وهذا ملاحظ سواء في العنوان أو في تكرار استعمال كلمة بوحيرد في القصيدة. وأشارت المتحدثة أن قباني "اعتمد تنويعات الجسد التخييلية عبر تصويره لحياة بوحيرد في الزنزانة وافتقادها لملذاتها كأنثى ل"إبراز تنويعات الذات التي ترمز للهوية الجماعية" العربية ، وأضافت أن قباني -الذي تعتبر المرأة في أشعاره موضوعا "شائكا ومعقدا"- استطاع "الجمع بين ما هو تاريخي واقعي وما هو شعري جمالي" من خلال التعبير عن المعاناة الجسدية الحسية لبوحيرد جراء التعذيب ضمن بنية حكائية درامية شاعرية بها الكثير من الصور البيانية. ومن جهة أخرى وباستحضارها لقصيدة السياب "إلى جميلة بوحيرد" اعتبرت الناقدة أن هذا الأخير ولأنه شيوعي الأيديولوجية فقد "شابك بين ما هو ثوري وما هو شعري" من خلال استخدام مخزون رؤيوي آخر غير الذي وظفه قباني. وأضافت المتحدثة أن قصيدة السياب "نشتم فيها رائحة الإلتزام السياسي والأيديولوجي" مشددة في نفس الوقت على أن الشاعر العراقي كان شديد الإعجاب ببوحيرد لدرجة مقارنته لها بالإلاهة "عشتار".وشددت الناقدة يحياوي أن السياب زاوج في قصيدته "بين ضمير المخاطب +أنت+ الذي خاطب به بوحيرد والضمير الجمعي الظلامي +نحن+ الذي عبر من خلاله عن سبات العرب" لافتة أن بوحيرد في القصيدة تمثل "يقظة الأمة العربية".