اعتبر الناقد و الباحث محمد فايد أنّ مصطلح الأدب النسائي مصطلح إشكاليّ رغم تداوله "بشكل كبير في اللقاءات والملتقيات الثقافية ، و قال إن هذا المصطلح شاع بعد ظهور ما يسمى بالنقد النسائي في الغرب، خاصّة مع إسهامات (فرجينيا وولف) و(سيمون دي بوفوار)، و افت هنا أنّ هذا التوجّه إنّما ظهر لِيُعبَّر من خلاله عن رفض هيمنة الثقافة الذكورية الّتي غيّبت ولزمن طويل صوت المرأة الّتي غدت مكوّنا كماليا لا يعدو أنْ يكون زينة تلبّي رغبة عابرة مفرَغَة من بعدها الإنساني. و نوّه فايد أنّ الإبداع الإنساني غالبا ما يُعالج قضيّة العلاقة بين الرّجل والمرأة ، بغض النظر عن طريقة المعالجة، كما أنّ ذلك الإبداع يُعالج أوضاع المرأة وطرائق حضورها في شتّى مناحي الحياة. أمّا التحديد الثّالث فجليّ أنّه يتطلّب دراسة ميدانيّة ترصد تعامل المرأة مع النتاج الإبداعي عامّة، وأمّا التحديد الأوّل فهو الّذي سنشير بعد حين إلى جانب من جوانبه، نقصد الكتابة الرّوائية النسائية المغاربية ، فقد أفرز مصطلح الأدب النسائي اختلافات كثيرة في فهمه والتّعامل معه، وإنْ كنا نلاحظ أنّ السمة الغالبة هي التّعامل مع هذا المصطلح من خلال الرّغبة في إثبات تميُّز وخصوصية الأدب النسائي في حقل الإبداع الإنساني. والاختلاف حول المصطلح ولَّدَ اختلافا في تقبُّل هذا الأدب، الّذي حطّ بعضهم من قيمته، وأُعجِبَ به آخرون وإِنْ مجاملة ، في حين رأى فريق آخر أنّ الأدب النسائي يُشكِّلُ ظاهرة تحتاج المزيد من الدّراسة والتّأمُّل ، بعيدا عن نزعة الفصل بين مختلف ألوان الأدب بيولوجيّا.
و عاد الباحث إلى البدايات الأولى للكتابة الرّوائية النسائية المغاربية ، ويعود أوّل ظهور للرواية النسائية المغاربية –المكتوبة بالعربية- "إلى سنة 1954 بصدور نص الملكة خناثة، لآمنة اللّوة، ثمّ تلاه نص النار والاختيار لخناثة بنونة، فنص غدا تتبدّل الأرض1968، لفاطمة الرّاوي 1967" في المغرب الأقصى، وهذا ما يمنح كاتبات الرّواية النسائية المغربيات (المغرب الأقصى) السبق في ارتياد مغامرة كتابة الرّواية، لأنّ هذه النصوص ظهرت في وقت مبكّر مقارنة بالنصوص الّتي ظهرت في الأقطار المغاربية الأخرى. و حسب الباحث فقد اقترن ظهور الرّواية النسائية المغاربية بمرحلة حصول بلدان المغرب العربي على الاستقلال، وهي مرحلة تميّزت بحدوث تغيُّر في البنية الثقافية والذهنية والسلوكية لدى المجتمعات المغاربية، ويفضي ذلك إلى القول إنّ الرّواية النسائية المغاربية حديثة عهد في الثقافة المغاربية، ويصدُق هذا على الرّواية المغاربية عامّة، إنْ نحن قارناها بشقيقتها المكتوبة بالفرنسية في الأقطار المغاربية ، والروايات سالفة الذِكر هي كلّ ما صدر خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. أمّا مرحلة السبعينيات فتميّزت بصدور أوّل رواية نسائية في ليبيا، هي رواية (شيء من الخوف) للكاتبة مرضية النعاس سنة 1972، وأوّل رواية نسائية جزائرية هي (من يوميّات مدرِّسة حرّة) لزهور ونيسي سنة 1979، ولم تظهر الرّواية النسائية في تونس إلى غاية سنة1983 عندما صدر نص (آمنة) لزكية عبد القادر، ثمّ تواتر بعد ذلك ظهور النصوص الرّوائية النسائية في الأقطار المغاربية باستثناء موريتانيا الّتي لم تشهد ميلاد هذا اللون الإبداعي إلى الآن، ولعلّ النماذج الّتي سنوردها بعد حين أنْ تسهم في رسم صورة عامّة للإبداع الرّوائي النسائي المغاربي المكتوب بالعربية.