لا يجب ان تذهب عقولكم بعيدا إنه ليس مير براقي أو الحراش، أو سيدي عيسى او مسعد، ولا اي مير من مناطقنا، لأنه لو حدث هذا فعلا فاعلموا أنها قامت الساعة، ولكن الأمر يتعلق برئيس بلدية في إحدى بلديات فرنسا، الرجل لأنه حر ولأنه يدرك ثقل الأمانة الملقاة على عاتقه ولأنه انتخب من طرف الشعب ولم يشتري منصبه بأموال الضرائب الممسوحة ولا بأموال ديون الفلاحين، لم يجد أمام رفض السلطات رفع ميزانية بلديته سوى خيمة نصبها أمام البرلمان الفرنسي واضرب عن الطعام، والأمر عادي في بلاد لا يشتري المير منصبه بالشكارة، كما أن بلديات فرنسا وبلديات أوربا لا تتدخل فيها مدام دليلة في التسيير، ولا يمكن لرئيسها إلا أن يكون مواطنا مثله مثل اي مواطن، أما عندنا فالمير " مير" وإبنه، وشقيقه ويناء عمومته كلهم " أميار" لدرجة أن مهام استقبال الناس تسند لابن رئيس البلدية أو شقيقه، وفي الوقت الذي يضرب فيه أميارهم عن الطعام من أجل رفع ميزانيات البلدية، يؤمم الأميار عندنا البلديات لصالح العائلات، فرئيس البلدية في بلادنا يدخل خالي الوفاض، ويخرج بعد خمس سنون عجاف على الناس بملايير أغلبها يذهب في التبراح في الكباريهات، ومن غير المعقول أن يضري رئيس بلدية عندنا عن الطعام من أجل رفع ميزانية بلديته ليبرح بها في ملهى ليلي، ولأن الميزانية لن تذهب في المشاريع الحقيقية فإنها تكفيه لجيبه وجيب غيره.