وصلنا للحال الذي يتأسف الأسف نفسه علينا لما وصلنا إليه من انحدار في كل القيم، ينجب الآباء الأطفال ويتعبون العمر كله لأجلهم، وفي بداية العمر يتم خطفهم ويقتلون أبشع قتلة، وقد يكبرون ويصلون إلى سن المراهقة ويصبحون خاطفين وقاتلين هم بدورهم في دورة غريبة للحياة، أي انحدار وصلنا إليه للحد الذي صار الأطفال يتم خطفهم من بيوتهم، وصاروا يقتلون وهم بين أحضان أهاليهم ..؟ الجرائم التي كنا نشاهدها في أفلام الرعب الأمريكية صارت اليوم تجسد في الواقع وبالتفاصيل الدقيقة، وأحيانا المجرم لا يكون سوى الجار، أو واحد من أهل الدار، فما عدنا نأمن على الأطفال في الشوارع ولا في البيوت، ولنا أن نتخيل حال الأمهات اللاتي لهن خصومة مع الجارة، أو مع الأقارب كيف تبحث عن مخبأ لأطفالها فلا تجد، فهل تخفيه في الخزانة، أم في جيبها، وفي قرارة نفسها تتمنى لو أنه يمكن أن تعيد أطفالها الصغار إلى بطنها وليتهم لم يولدوا بعدما صارت الجريمة تمشي على قدمين، والسؤال الكبير اليوم من المسؤول عن هذا الانحدار، وعن غياب الوازع الديني، وعن انتشار كل هذه الفوضى في القتل ..؟ لا يوجد متهم معين، ولكن ربما كلنا متهمين سواء مواطنين أو مسؤولين، بعدما طغت المادة على القلوب وظهر بيننا من يدعو إلى إلغاء حكم الإعدام، و ظهر من يرأف بالمجرمين في السجون حتى صار السجن مأوى لهم بقيهم برد الشتاء ويخلي سبيلهم في حر الصيف كنزهة لقتلة يسيطرون على أمن مجتمع .