تعرض حاليا المصورة الفرانكو-جزائرية زينب سديرة ونظيرتها الجزائرية أمينة منية أعمالهما المركبة حول الجزائر في معرض مشترك بمركز الفنون "روايال هيربينين أكاديمي" بالعاصمة الإيرلندية دبلن حسبما علم لدى المنظمين. وتحت شعار "بيكومن أندبندنت" تشارك الفنانة زينب سديرة في هذا المعرض الذي افتتح في 11 جانفي ويستمر لغاية 24 مارس المقبل بفيديو مركب تحت عنوان "حارسات الصور" تعبر من خلاله عن أهمية الحفاظ على ذاكرة حرب التحرير الجزائرية. ويعرض الفيديو صورا فوتوغرافية حول هذه الحرب للمصورو المحارب في صفوف جيش التحرير الوطني محمد قواسي وشهادة حية من أرملته صفية التي تحرص منذ وفاته في 1996 على الحفاظ على أرشيفه الخاص للصور الفوتوغرافية. العمل الذي أنجزته زينب سديرة المقيمة بلندن بدعم من رواق كمال منور بباريس -الذي يهتم بدعم الفنانين الجزائريين والمغاربيين بفرنسا- يقدم عبرثلاث شاشات شهادة السيدة صفية ومجموعة من الصور الفوتوغرافية بالأبيض والأسود تروي حقبا مختلفة من تاريخ الجزائر. وبينما تعود بعض هذه الصور لكفاح جيش التحرير الوطني وحياة اللاجئين الجزائريين في تونس تقدم أخرى بورتريهات لشخصيات كهواري بومدين الذي كان يشغل منصب رئيس أركان جيش التحرير الوطني وأخرى لمناضلين معروفين على غرار لخضر بن طوبال وكريم بلقاسم وعبد الحفيظ بوصوف وامحمد يزيد وفرحات عباس وفرانز فانون بيار وكلودين شولي وغيرهم. كما تعرض صور أخرى التقطها محمد قواسي -الذي يعتبر من رواد فن التصوير في الجزائر- بورتريهات لمناضلين أجانب أصدقاء الجزائر كأرنستوتشي غيفارا وباتريس لومومبا وفيدال كاسترو في حين يبرز بعضها احتفالات الجزائريين بالإستقلال. ونظمت زينب سديرة -المولودة بفرنسا في 1963 لأبوين جزائريين- عدة معارض عبر العالم كفرنسا والسويد وأستراليا وجنوب إفريقيا بالإضافة للجزائر وقد تحصلت على عدة جوائز أهمها "سام آرت بروجكتس" 2009 للفن المعاصر بباريس عن "حارسات الصور" وجوائز أخرى من إنجلترا ومالي. ومن جهتها تقدم أمينة منية -وهي من مواليد الجزائر في 1976- فيديو مركب تحت عنوان "إنكلوزد" تعبر فيه بنظرة نقدية عن "التغيير" الذي طال بعض الأعمال الفنية التي تم إنجازها بالجزائر العاصمة إبان الإستعمار الفرنسي. ويركز وثائقي الفنانة منية الذي يحوي مجموعة أصلية من الصور الفوتوغرافية والبطاقات البريدية وأعداد من الصحف وحوارات على نصب تذكاري نحته الفرنسي بول لاندوسكي بوسط العاصمة في 1929 وأعاد تحويله الفنان الجزائري محمد إسياخم في 1978 والذي خضع مؤخرا لعمليات ترميم. تأسس مركز الفنون "روايال هيربينين أكاديمي" في 1823 بإيرلندا بهدف ترقية الفنون البصرية ودعم الفنانين المحليين وعرض أعمالهم وخصوصا منهم الشباب وأيضا تعريف الجمهور الإيرلندي بآخر أعمال الفن في العالم.