جددت الولاياتالمتحدة ندائها للمجتمع الدولي من أجل الامتناع عن دفع الفدية للمجموعات الإرهابية مقابل إطلاق سراح رهائن، مؤكدة في نفس الوقت أهمية وضع حد لهذه التقنية المتميزة التي تعتبر مصدرا لتمويل الإرهاب، ويأتي هذا الموقع موازاة مع عزم الجزائر وإصرارها على إدانة دفع الفدية للجماعات الإرهابية، حيث أكد الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني »إن الجزائر تدين بشدة دفع الفدية للجماعات الإرهابية و لشركائها في الجريمة المنظمة العابرة للحدود سواء كان ذلك من طرف الدول أو هيئات عمومية أو خاصة. جاء هذا النداء من طرف الناطقة الرسمية لكتابة الدولة، فيكتوريا نولاند، خلال ندوة صحفية نشطتها أول أمس، ردا على التصريحات التي أدلت بها السفيرة الأمريكية السابقة في مالي فيكي هودلستون لقناة تلفزيونية فرنسية والتي مفادها أن فرنسا دفعت ملايين الدولارات من أجل الحصول على إطلاق سراح رهائنها في منطقة الساحل. وترى نولاند أن قلق السفيرة هودلستون يعكس انشغالا متقاسما بخصوص تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومجموعات أخرى تستعمل الرهائن كمصدر رئيسي للتمويل. وفي هذا الصدد أشارت المتحدثة إلى أن الولاياتالمتحدة ستستمر في تشجيع كل شركائها وحلفائها من المجتمع الدولي على رفض التعاون مع محتجزي الرهائن وتبني سياسية صفر تسامح في إطار هذا الجهد، وإلا-تقول فيكتوريا نولاند- فنحن بذلك نمول خزائن الإرهابيين، كما أوضحت أن هذه المسألة تشكل موضع مناقشات متواصلة مع حلفاء وشركاء الولاياتالمتحدة بشأن أهمية القضاء على هذه التقنية المتميزة التي تعتبر مصدرا لتمويل للإرهاب. وفي ردها عن سؤال حول صحة تصريحات هودلستون بخصوص دفع فرنسا الفدية للمجموعات الإرهابية أكدت نولاند، أنها ترفض ذكر بلد ما ولكن أوضحت ضمنيا أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يواصل محاولاته لانتزاع الفدية ونعتقد أنه نجح في كثيرا من الأحيان في الحصول عليها. للتذكير فإن الولاياتالمتحدة التي انضمت إلى موقف الجزائر الرافض تماما لدفع الفدية أعربت مرارا عن معارضتها لدفع الفدية مقابل إطلاق سراح رهائن من طرف مجموعات إرهابية. وعلاوة على المنسق الأمريكي لمحاربة الإرهاب دانييل بن يمين، دعا نائب كاتب الدولة الأمريكي للخزينة المكلف بمكافحة الإرهاب والاستعلام المالي ديفيد كوهان إلى الضرورة الملحة لكسر الحلقة المفرغة لعمليات الاختطاف مقابل فدية، معتبرا هذه الممارسة أكبر خطر في مجال تمويل الإرهاب. وفي هذا الصدد أجرى منذ أشهر جولة إلى أوروبا حيث التقى بعدة مسؤولين كبار في فرنسا و ألمانيا و ايطاليا و المملكة المتحدة بهدف تطوير مقاربة موحدة إزاء هذا الشكل من تمويل الإرهاب. وأمام المسؤولين الأوروبيين أكد كوهان، أنه إذا كان المجتمع الدولي قد حقق بالفعل نجاحات لمواجهة الأساليب التقليدية لتمويل الإرهاب و إفشال قدرة القاعدة في تجميع الأموال فان "هذه المجموعات الناشطة في الساحل و اليمن تجني أموالا طائلة من وراء عمليات الاختطاف مقابل فدية. وحسب الأرقام التي قدمها فان الحكومة الأمريكية ترى بأن التنظيمات الإرهابية قد حصلت حوالي 120 مليون دولار من خلال عمليات دفع الفدية خلال السنوات الثمانية الأخيرة، مشيرا إلى أن القاعدة في المغرب الإسلامي تعد على الأرجح فرع القاعدة الأكثر استفادة من عمليات الاختطاف مقابل الفدية، حيث جنا عشرات الملايين من الدولارات. وبعد أن لاحظ بقلق الارتفاع المستمر في المبالغ المشترطة في دفع الفدية أوضح المسؤول الأمريكي المكلف بمكافحة تمويل الإرهاب أن متوسط قيمة الفدية المدفوعة للقاعدة في المغرب الإسلامي انتقل من 4.5 مليون دولار في 2010 إلى 5.4 مليون دولار في 2011. ويشار إلى أن الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني قد جدد أول أمس، تأكيده بأن الجزائر التي صرحت رسميا وفي العديد من المناسبات بموقفها المبدئي المتمثل في رفض بصفة قطعية دفع الفدية للجماعات المجرمة، عازمة على مواصلة جهودها بالتعاون مع بعض شركائها في الأممالمتحدة للتوصل إلى التجريم الفعلي لهذه الممارسة التي تشكل المصدر الرئيسي لتمويل الإرهاب والجريمة المنظمة.