ولد الشهيد البطل ميدون حسان في قرية أولاد ميدون بأعالي بلدية بوقرة شرق ولاية البليدة نشأ منذ صغره محبا للعلم والتحق منذ صباه بالمدرسة القرآنية (الزاوية) التي نهل منها العلم و المعرفة وتمكن من حفظ القرآن الكريم وهوفي قمة شبابه من زاوية قر منصور،وكغيره من أبناء الجزائرالأوفياء للوطن لم يستطع تقبل فكرة الوجود الفرنسي بأرض الوطن كيف لا وهوذلك الطفل ال ي ولد عاشقا للجزائرورضع منها أولى دروسه الوطنية . وترعرع الشهيد ميدون حسان وسط أسرة متوسطة الحال شأنها شأن أغلب العائلات الجزائرية في تلك الفترة التي عاشت حياتها تحت وطأة الاستعمار والفقرو المعاناة ،وكانت أسرته معروفة عنها بتدينها وتمسكها بالعادات والتقاليد وحبها الشديد للوطن وروح الوطنية وهي الروح التي تزود بها كافة أفرادها ونهجوا نهج أسلافهم وأجدادهم وتشبعوا بحب الوطن ،ونظرا لقساوة الحياة و الظروف المعيشية إبان الثورة دفعت حاجة هذه الأسرة ميدون حسان البحث عن العمل لمساعدة عائلته المحتاجة وابنتيه وإخوته الثلاث ، وكان متنفانيا في عمله وظل مكافحا لكسب قوته وكغيره من الجزائريين في ذلك الوقت لم يسلم من ظلم المستعمر الفرنسي الذي سلبه أرضه وحرمه من رزقه التي كانت عبارة عن مزرعة يسترزق بها في دوارتم غراس، حيث كانت تمارس عليه ضغوطات من طرف الخونة الذين استولوا على ملكيته ونهبوا له محاصيل مزرعته ولم يكتفوابذلك فقط بل قاموا بقطع كافة أشجار مزرعته وحاولوا نزع ملكية أرضه منه ، وكان هذا الأمر سببا إضافيا لإلتحاقه بجيش التحرير الوطني ، فراح يحث ويدعوا الشباب إلى الجهاد في سبيل تحرير الجزائر وغرس في نفوسهم حب الوطنية ومن بين أولئك الشباب الذين استمعوا إليه ولبوا نداءه ونداء الوطن الشهيد ميدون موسى الذي أصبح قائد فوج في جيش التحرير مباشرة بعد استشهاد ميدون حسان ، هذا الشهيد الذي كان المسؤول الأول عن إخفاء المؤونة عن أعين جواسيس المستدمر الفرنسي وجمع المال لفائدة جبهة التحريرالوطني وكان مفوضا من طرف المجاهدين بمساعدة المحتاجين والمتضررين من المستعمرالفرنسي ، وهو ما جعل جواسيس فرنسا وخونة الوطن يفرضون يفرضون مراقبة شديدة عليه وعلى تحركاته وهودفعه ينظم إلى صفوف جيش التحريرالوطني بمنطقة زولي أين ظل ضمن صفوف جيش التحرير الوطني لسنة إلى غاية أن وقع اشتباك بين جيش التحرير وقوات المستعمر الفرنسي وخلال المعركة تم القبض على البطل ميدون حسان رفقة بعض من المجاهدين واستشهد البعض الآخر من المجاهدين ،بعدها حول إلى مركزإعتقال ببوقرة أين سلط عليه العذاب الشديد لمدة 15 يوم ثم تم نقله بعدها إلى دوار أولاد ميدون مسقط رأسه ومقرسكن عائلته وأقاربه وأعدم في ساحة وسط القرية في 18 من شهرديسمبرلسنة 1957 و استشهد هذا البطل مضحيا بنفسه في سبيل أن تنال الجزائر حريتها وكان الشهيد ميدون حسان قدوة للكثيرمن الثوار اللذين التحقوا بالثورة بعد استشهاده خاصة منهم الشهيد موسى ميدون الذي كان نضاله الثوري متمثلا في جمع وحفظ المؤونة واخفائها عن عيون الجيش الفرنسي بدوار أولاد ميدون بأعالي بلدية بوقرة ، و كان أيضا مكلفا بجمع المواد الغذائية والألبسة والأدوية كما كان مسؤولا عن جمع الإشتراكات المالية وتقديمها إلى جيش التحريرالوطني ، ليعين بعدها المسؤول الأول المكلف بالأمن عن الدوار المعروف بدوار سيدي حمودة بتم غراس ، وبعد أن كشف المستدمر الفرنسي بوشاية من الخونة المنطقة التي كان يستعملها كمركز للمؤونة تم التعرف على مسؤوليات الشهيد وتمت ملاحقته من قبل الإستعمار الفرنسي وهوماجعله يلتحق مباشرة بصفوف جيش التحرير في أواخرسنة 1955 وكان عمره وقتها لا يتجاوز 22 سنة ولم يمنعه صغرسنه من أن يصبح عضوا فاعلا في جيش التحرير ، ليصبح بعدها مسؤولا عن فوج يتكون من 28 مجاهدا و عرف الشهيد خلال تواجده بالجبل بخصاله الحميدة وحنكته وذكائه، ومع بداية 1959 خاض الشهيد معركة بين جيش التحرير وجيش الإستعمار الفرنسي بمنطقة تقع ما بين تيم غراس ودوار أولاد ميدون وخلال المعركة اعتقل الشهيد رفقة اثنين من المجاهدين بمعتقل بوقندورة الواقعة ببلدية الأربعاء حيث فرض عليهم أبشع طرق التعذيب ، وفي 14 أفريل 1959 قام المستعمربإعادة الشهيد موسى ميدون إلى دوار أولاد ميدون وقتلوه ثم أضرموا فيه النار، وراح المستعمر يبحث عن إخوته وأبناء عمومته خوفا من التحاقهم بالثورة أين استشهد 04 أخرين 02 من أشقائه و02 من أبناء عمومته ، ليسجل التاريخ استشهاد 05 أفراد من عائلة ميدون التي قدمت أبنائها فداءا للوطن.