وجه حسن حطاب مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال مساء أول أمس في تسجيل صوتي نسب إليه و بثته قناة « الجزيرة » القطرية نداءا جديدا لمسلّحي التنظيم الذي يسمي نفسه بالجماعة السلفية للدعوة و القتال إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم والنأي بأنفسهم عن المجرم دروكدال و الإستفادة من تدابير ميثاق السلم و المصالحة الوطنية قبل فوات الأوان و الذي ما تزال قوانينه سارية المفعول منذ مارس 2006 بعد أن إقترحه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ووافق عليه الشعب الجزائري بأغلبية مطلقة· و حذر حطاب المكنى « أبو حمزة » في ذات التسجيل الصوتي الشباب من مخاطر الإنصات لفتاوى وتوجيهات من قال « إنهم يشوهون سمعة الإسلام وعلماء المسلمين ويفتون بغير علم وبما لا يفقهون داعيا في السياق ذاته من يفكرون في حمل السلاح وإستهداف إخوانهم من المواطنين أو مؤسسات الجزائر المسلمة إلى التراجع والتخلي عن الأفعال الشنيعة و السلوكات الشيطانية التي تستبيح دماء المسلمين ظلما و بهتانا » ، وثمن حطاب استجابة عدد من العناصر الإرهابية بالتوبة النصوح و العودة إلى جادة العقل و الصواب بعد دعوته التي أطلقها قبل ثلاثة أسابيع وعلى رأسهم أمير كتيبة الأنصار « علي بن تواتي » المعروف « بأبي تميم » الذي سلم نفسه لسلطات الأمن بعزازقة ولاية تيزي وزو في 28 جانفي الماضي. يذكر أن « أبو حمزة » و بعد تجربة طويلة قضاها مع فلول الإرهاب قد وصل إلى نتيجة ميدانية و أخرى دينية مفادها أنه لا جدوى من حمل السلاح واقعا و شرعا و قانونا لأن الدولة الجزائرية قد إنتصرت بفعل قوة و حصانة جيشها الوطني الشعبي و بفضل سياسة المصالحة الوطنية التي قطعت الطريق أمام عصابات الدمويين و بفضل نداءات العلماء المعروفين و ذوي الصيت الواسع في الفتوى و الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام السمحاء و التي أجمعت كلها على تحريم قتل المسلم لأخيه المسلم حيث وجّه بيانا سابقا من أربع صفحات تحت عنوان « براءة » في الثامن عشر من جانفي الماضي حمل رؤية فكرية ودينية جديدة و صحيحة تضمنت إبطال شرعية الجهاد في الجزائر ودعوة عناصر التنظيمات الإرهابية إلى التوبة والتعقل ووقف العمل المسلح ووضع السلاح جانبا والرجوع إلى دفء عائلاتهم وعطف وطنهم و ذلك بالاستفادة من تدابير ميثاق السلم و المصالحة الوطنية الذي أقره الرئيس بوتفليقة وزكاه الشعب بأغلبية ساحقة والساري المفعول منذ شهر مارس 2006 كما سبق ذكره. و في ذات السياق كان حطاب قد دعا المسلحين في الجبال في أول بيان صدر عنه بعد تسليم نفسه عام 2007 بالقول « أنصحكم أن تتجرأوا، وألا تتوانوا في ترك السلاح والالتحاق بأسركم، ولا تخشوا في الله لومة لائم، فالأجدر أن ترضوا الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء، وأن تسمعوا لعلماء الأمة فهم خير قدوة لنا، وهم الذين أجمعوا على عدم مشروعية القتال في هذا البلد »، وأضاف « الله الله في شعبكم و بلدكم، فإني أنصحكم بالكف والتوقف عما أنتم عليه والنزول إلى مجتمعكم و أسركم فالمجتمع مستعد لاحتضانكم وتضميد الجراح، فالحق أحق أن يتبع والحق واحد لا يتعدد والحق ضالة المؤمن إن وجده تبعه ». و كان بيان أخر صدر عن حطاب في التاسع عشر أوت 2008 ساعات قليلة عقب التفجير الذي إستهدف المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر ولاية بومرداس توج بتسليم العديد من العناصر الإرهابية نفسها بعد هذا الإعلان حسب المصالح الأمنية. الجدير بالذكر أن « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » تشكلت عام 1998 عندما انفصل حسن حطاب حينها عن « الجماعة الإسلامية المسلحة » بزعامة عنتر الزوابري احتجاجاً على استهداف المدنيين، قبل أن يتخلى حطاب عن الجماعة عام 2003 إثر خلاف مع الدموي الحالي عبد المالك دروكدال ويسلم نفسه منذ سنتين للسلطات الجزائرية، ويؤكد مراقبون أنه ومنذ اللحظة الأولى لتشكل هذه الجماعات التي حمل بعضها أفكارا تكفيرية، نجحت السلطات الجزائرية في اختراقها و القضاء على عدد كبير من النشطين في صفوفها