اعتبر المشاركون في الملتقى الدولي حول موضوع "الترجمة الأدبية بين الممارسة الفنية والاشتغال اللغوي" الذي تتواصل فعالياته بكلية الآداب بجامعة باتنة أن الترجمة بالجزائر بحاجة إلى هيئة علمية تؤسس لها. وعبر المتدخلون في هذه التظاهرة التي تدوم يومين عن رغبتهم في استحداث خلية ترجمية بالجزائر تشكل كخطوة أولى "مرجعية" للباحثين والعاملين بالترجمة التي رأى فيها الدكتور يوسف ربابعة من جامعة فيلادلفيا بالأردن "ضرورة ملحة في عالم متحرك حولته العولمة إلى قرية صغيرة". ويرى المتدخلون أن تجربة الترجمة بالجزائر كغيرها من الدول العربية "تواجه رهان الافتقار الكبير إلى التحكم في التقنيات الحاسوبية ومنها التوثيق والفهرسة الآلية للنصوص عبر محركات البحث في الانترنت". وأرجعت التدخلات مشاكل الترجمة في البلدان العربية إلى "قصور الوصف اللساني الحاسوبي للغة العربية وعجزه في كثير من الأحيان على إيصال المعنى إلى الآخر أو تحديد معنى الكلمة بدقة". وهذا راجع في نظر الأستاذ محمد عرباوي من جامعة "مولود معمري" بتيزي وزو إلى "ضعف معالجة المستويات اللغوية في ظل الترجمة والتقنيات الحاسوبية"سواء من حيث تكوين لسانيين مؤهلين أو مهندسين مختصين في الحاسوب قادرين على بناء صرح برامج لغوية دقيقة تسمح بترجمة الثروة اللغوية الموجودة في اللغة العربية. وجاء عرض الدكتور عمر لحسن من جامعة "باجي مختار" من عنابة حول إشكالية ترجمة القرآن الكريم ليطرح كيف "عجزت الكثير من اللغات عن وضع الترجمات الصحيحة لمعاني القرآن الكريم بل أعطت ترجمات خاطئة لبعض كلماته مما يستدعي وجوب استحداث هيئة علمية تتولى ترجمة كتاب الله إلى مسلمي العالم غير الناطقين بالعربية". وتم خلال الملتقى تخصيص حيز كبير للتراجم الأدبية وقيمتها الحضارية كوسيلة اتخذت منذ القديم في نقل العلوم والمعارف بين لغة وأخرى وتراها اليوم حسب عميد كلية الآداب الدكتور ضيف عبد السلام "أداة فعالة للحوار والتواصل مع الآخر على اختلاف انتماءاته". ويشارك في هذا الملتقى الأول حول الترجمة الأدبية بين الممارسة الفنية والاشتغال اللغوي الذي يسعى منظموه إلى جعله سنويا أساتذة باحثون ومترجمون من مختلف أنحاء الوطن إلى جانب ضيوف من الأردن وتونس.