طالب الأساتذة المصححون على مستوى مختلف مراكز التصحيح الموزعة عبر أرجاء الوطن في رسالة وجهوها إلى وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد أمس الاثنين بضرورة الوقوف بحزم في وجه كلّ من ساهم من قريب أو بعيد في تشويه صورة امتحان شهادة البكالوريا وأحاله الى "ساحة غشّ" وذلك من خلال معاقبة كل المتسببين وتمكين الأساتذة عبر مجالس الأقسام من سلطة بيداغوجية تحميهم وتلاميذهم الجادّين مما أسماه ب "عبث العابثين"، اعتماد البطاقة التركيبية كآلية لإبقاء التلميذ داخل المؤسسة التعليمية ضمانا لتكوين علمي بمقاييس بداغوجية تؤهّله معرفيا ومنهجيّا للتفاعل مع موضوعات البكالوريا, وكآليّة إنقاذ تشفع للجادّين من التلاميذ مع تسجيل المترشحين في البكالوريا تسجيلا أوّليا خلال شهر نوفمبر من العام الدراسي ثمّ تأكيد التسجيل في النصف الأوّل من شهر أفريل للمتابعين دروسهم بانتظام وإقصاء من لم يدرس برنامج السنة النهائية. مشددين على ضرورة أن يكون امتحان شهادة البكالوريا بمختلف اختباراته مجالا لقياس الكفاءات الختامية المحصّل عليها من طرف المترشحين خلال السنة الدراسية لا أن يكون مناسبة لاجترار المعارف والمعلومات. وأوضحت الرسالة التي جاءت موقعة من طرف الامين الوطني المكلف بالاعلام والاتصال لدى نقابة "كناباست" بوديبة مسعود وتحصلت "المسار العربي" على نسخة منها أن المنافسة والتحفيز بلغة ترتيب المؤسسات التعليمية والولايات لتكريم الصفوف الأولى ومعاقبة الأخيرة أدخل في مركّب الغشّ "إطارات" تحرض عليه من بعيد خشية العقاب وطمعا في التكريم. "ولذلك وجب التفكير في آليات فعّالة وناجعة لا يرتئيها زيف الطمع في التكريم والخوف من العقاب بل تكشف نبل التكوين ونجاعته"، اين أكد الأساتذة المصححين أنهم توقفوا عن تصحيح أوراق التي قالو عنها "لا نعلم ما إذا كانت صناعة أصيلة أم مقلّدة وما درجة تقليدها". مؤكدين في هذا الاطار ما حدث خلال امتحان شهادة البكالوريا 2013 هوّ حلقة في سلسلة ما تشهده المؤسسات التعليمية من بروز لظاهرة الهمجيّة وكأنّنا في مفترق طرق إما التربية أو الهمجية. داعين الوزير بابا أحمد إلى ضرورة "اعتماد المقاربات الفاعلة لا المنفعلة بعيدا عن المعالجة الوعظية المتهرّبة من المعاناة الفكرية والعمل العلمي الصبور بمراحله الموضوعية لجعل المدرسة الجزائرية نموذج النجاح الحقيقي لا النجاح الوهمي حتّى تنجب المدرسة إطارات تحارب سرطان الغشّ والفساد الذي بدأ ينخر جسد مؤسّساتنا". يذكر أن المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع دعا، كافة الأساتذة المصححين بالتوقف عن العمل لمدة ساعتين من الساعة العاشرة إلى منتصف النهار ابتداء من يوم أمس. كما طالب كافة الأساتذة المصححين لتسجيل رفضهم للمساس بمصداقية امتحان البكالوريا ورفضهم للمساس بالسلطة البيداغوجية للأستاذ، وذلك من خلال وقفة احتجاجية بالتوقف عن العمل لمدة ساعتين من الساعة العاشرة إلى منتصف النهار.