لست أدري ما الذي يدفع مسؤولين كبار بعظمة شأنهم وعلو مقامهم وارتفاع كعبهم ليتحدثوا نيابة عن مسؤولين أكبر منهم مادحين إياهم من أعلى الرؤوس إلى أخمص الأقدام، ولا يشعرون حتى بالحرج ولا "العيب" على شيبتهم و"شيتتهم" والحياء من منصبهم ومن محيطهم والموظفين الذين تحت تصرفهم، رجال بطول وعرض وبشوارب يقف على طرفيها الصقور يتنازلون لرجال ويخدمونهم خدمة الخادم للسيد، ليس لشيء سوى البحث عن ضربة حظ توصل مديحهم للممدوح وربما يرضى عنهم ويرفعهم إلى مستوى أعلى ومنصب أرقى، لدرجة أن نيل المناصب والمكاسب لم يعد لذوي الكفاءة بل لذوي"للشيته" الأعرض والأطول فكلما كانت "لابروص" قوية ذهابا وإيابا كلما كانت فرص الصعود نحو القمة أسرع، لكن ما لا يدركه هؤلاء هو أن السقوط أسرع بكثير من الصعود، لقد مسح "الشياتين" الذين تكاثروا كالفطريات كل الفرص التي يمكنها أن تفتح المجال للكفاءات، لدرجة أن بعض الكفاءات الضعيفة نفسيا دخلت مشروع الشيته وخرجت من التكنولوجيا والمؤهلات وصارت تعتمد على "الشيته" لتدخل عالم الجهل بعد العلم من أوسع ابواب "الشيته" ، هذا هو عالم "الشيته" أين يتنازل الرجل عن علمه ومقامه وفكره ومنصبه ويصير مجرد انسان بمرتبة شيات