دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي باراك أوباما الى عدم نسيان أنه حائز على جائزة نوبل للسلام في التعامل مع الملف السوري. وقال بوتين امس للصحفيين "ما الذي يمكن أن أقوله (لأوباما)؟ لا أدري حتى.. سأتوجه إليه قبل كل شيء كحائز على جائزة نوبل للسلام وليس على أنه رئيس الولاياتالمتحدة". ودعا بوتين إلى التذكر كم من مرة خلال عشرات السنين الماضية كانت الولاياتالمتحدة بمثابة المبادرة للنزاعات المسلحة في عدة مناطق بالعالم، متسائلاً "وهل هذا ساعد على حل مشكلة واحدة على الأقل؟". وذكر بوتين أمثلة على ذلك أفغانستان والعراق قائلا " لا وجود لما كان شركاؤنا يقولون انهم يسعون اليه من هدوء وديمقراطية.. ولا وجود لأي سلم أهلي"، مؤكدا "يجب أخذ هذا بعين الاعتبار قبل اتخاذ قرار بتوجيه ضربة صاروخية لأنها من دون شك ستؤدي إلى سقوط ضحايا بينهم مدنيون". وأشار بوتين إلى أنه بعد ظهور اتهامات بحق الحكومة السورية عن استخدام الأسلحة الكيميائية لم يناقش هذا الأمر مع الرئيس الأمريكي، معرباً عن أمله في بحث هذه المسألة مع أوباما خلال قمة "العشرين" في بطرسبورغ. بوتين: حقا لقد فاجأني قرار البرلمان البريطاني حول سورية من جهة أخرى وصف بوتين قرار البرلمان البريطاني الذي رفض المشاركة في العملية العسكرية ضد سورية بالمفاجئ قائلا: "حقا لقد فاجأني قرار البرلمان البريطاني حول سورية". وأشار إلى أنه في الفترة الأخيرة "كل شيء يتخذ بدون نقاشات". وأوضح الرئيس الروسي "كل شيء كان يتخذ حسب رغبات الولاياتالمتحدة". بوتين يدعو واشنطن لتقديم أدلتها على استعمال الكيميائي من قبل الجيش السوري الى محققي الأممالمتحدة ومجلس الأمن وأوضح بوتين "أن الحكومة السورية طالبت المجتمع الدولي سابقاً بالتحقيق في استعمال المسلحين، للمواد الكيميائية، ولكن هذا لم ينفّذ للأسف". وأضاف الرئيس الروسي "المنطق السليم يقول إنه في ظل تقدم القوات الحكومية السورية.. فإن إعطاء الورقة الرابحة لمن يدعو بشكل مستمر إلى التدخل العسكري هو هراء ولا يتطابق مع أي منطق، خاصة في يوم وصول مفتشي الأممالمتحدة". واستطرد قائلا "أنا واثق من أنه كان مجرد استفزاز من قبل الساعين لجر الدول الأخرى إلى النزاع السوري ويريد التوصل إلى مساندة من قبل الأطراف الدولية، طبعاً وأولها، الولاياتالمتحدة". وتابع بوتين "فيما يتعلق بموقف أصدقائنا الأمريكيين، الذين يؤكدون أن القوات الحكومة السورية استخدمت سلاح الدمار الشامل، وتحديداً الكيميائي منه، ويقولون أن لديهم أدلة.. فليقدموها اذاً لمحققي الأممالمتحدة ومجلس الأمن". وتابع قائلا "الحديث عن وجود أدلة، لكنها سرية ولا يستطيعون تقديمها لأحد، أمر لا يستحق التعليق، إنه عدم احترام للحلفاء وللأطراف الدولية الأخرى"، مؤكداً "في حال وجود أدلة يجب أن تقدم، وإلا فهي غير موجودة إذاً". وأضاف أن الحديث عن رصد مكالمات معينة لا يثبت شيئا، لا يمكن أن يكون مسوغا "لقرارات أساسية كاستعمال القوة بحق دولة ذات سيادة". وأوضح بوتين أن "الجيش السوري يتقدم، وما يطلق عليهم الثوار في وضع صعب"، مضيفاً "وما من شيء يتبقى أمام مموليهم ومن يقف خلفهم سوى مساعدتهم عسكرياً". ويرى الرئيس بوتين انه ولهذا السبب طفت على السطح مسألة توجيه ضربة لسورية "وفي حال حدوثها فأن ذلك سيكون أمرا محزناً للغاية".