تعتزم الولاياتالمتحدة تقديم الاسلحة للمعارضة السورية المسلحة بما يشكل منعرجا في موقف الرئيس باراك اوباما الذي قاوم دعوات التسليح المباشر للمتمردين السوريين و الاكتفاء بمنح مساعدات غير قتالية بلغت قيمتها 250 مليون دولار. و حتى وان لم يتخذ الرئيس الامريكي بعد قرارا نهائيا بخصوص هذه المسالة فان الناطقة الرسمية لمجلس الامن القومي الامريكي السيدة كايتلين م. هايدن قد اشارت الى ان المساعدة الامريكية للمعارضة السورية قد تم وضعها "على مسار تصاعدي" موضحة ان الرئيس اوباما قد كلف فريقه المكلف بالأمن القومي بتحديد "اجراءات اضافية حتى تتمكن الولاياتالمتحدة من مواصلة الرفع من مساعدتها" للمعارضة السورية. كما اكدت "اننا سنواصل دراسة جميع الخيارات الممكنة التي ستسمح بتحقيق هدفنا المتمثل في تسريع الانتقال السياسي" في سوريا. و جاء هذا التصريح بعد ان اشار الرئيس الامريكي يوم امس الثلاثاء خلال ندوة صحفية ان هناك "دلائل على استعمال اسلحة كيميائية في سوريا لكن دون العلم عن كيفية استعمالها و لا متى او من قبل من" في حين جددت الحكومة السورية التأكيد على عزمها اجراء تحقيق محايد حول مثل هذه الاحداث. كما اقترح اوباما انه لا يفكر في عمل عسكري امريكي احادي موضحا انه اذا تاكد استعمال الاسلحة الكيميائية "فان ذلك يشكل تغيرا في قواعد اللعبة ليس فقط لامريكا و انما للمجتمع الدولي". و يوجد هناك عدة خيارات في الافق حيث سيزور جون كيري قريبا روسيا. لكن حتى دون وجود دلائل دامغة عن استعمال اسلحة كيميائية فان كتابة الدولة الامريكية للدفاع تكون قد اعدت عدة خيارات للسيد اوباما التي تبدا من ضربات جوية الى غارات و قوات خاصة الى انشاء منطقة حظر جوي على سوريا حسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن بعض الرسميين الامريكيين. و كان الرئيس اوباما قد صمد طويلا امام الدعوات المطالبة بتسليح المعارضة السورية مؤكدا ان منح الاسلحة "سيؤجج الصراع اكثر" و ان تلك الاسلحة يمكن ان تقع في ايدي الجماعات المتشددة منها خاصة الصواريخ المحمولة (مانباد) التي يمكن استعمالها ضد طائرات مدنية. كما ان الرئيس الامريكي ينوي اتخاذ قرار نهائي خلال الاسابيع المقبلة قبل الاجتماع المرتقب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين فيما سيقوم كاتب الدولة للخارجية جون كيري خلال الاسبوع المقبل بزيارة الى روسيا من اجل الحديث حول الملف السوري. سوريا مستعدة لإجراء تحقيق محايد و ذي مصداقية من جانب اخر صرح ممثل سوريا في الاممالمتحدة السيد بشار الجعفري خلال ندوة صحفية عقدها يوم امس الثلاثاء بمقر الاممالمتحدة ان سوريا "عازمة على اجراء تحقيق محايد و مستقل و يتمتع بالمصداقية حول الاحداث و حول استعمال اسلحة كيميائية". كما اشار السيد الجعفري الى انه يجب التحقيق اولا في احداث خان العسل وبعدها "حول ما اذا كانت الحكومة السورية و الامين العام للامم المتحدة و اعضاء مجلس الامن الدولي يعتبرون ان ادعاءات اخرى ذات مصداقية فان سوريا ستدرس امكانية طلب تحقيقات اخرى". و اضاف ممثل سوريا في الاممالمتحدة ان حكومته كان لديها" مشكل ثقة" تجاه اولئك الذين يطلقون ادعاءات حول استعمال اسلحة كيميائية في سوريا لانها -كما قال- "نفس الدول التي تسهل انتشار الجماعات الارهابية في سوريا و التي تمنح الاسلحة للجماعات المسلحة". كما اكد السيد الجعفري ان "المعلومات التي بحوزة فرنسا و المملكة المتحدة و قطر لم يتم تقديمها للامانة العامة و لا لأعضاء مجلس الامن الدولي ولا الى سوريا". و تناول ممثل سوريا ما سماه "المغالطات الخطيرة" التي تم ارتكابها في ملف الاسلحة الكيميائية في العراق قبل غزوه من قبل الولاياتالمتحدة سنة 2003. و ابرز في هذا الصدد ان "التحقيقات قد كلفت غاليا العراقيين واضرت بموارد الاممالمتحدة لعدة سنوات و بعد 18 سنة من التحقيق لم يتم اكتشاف اي شيء و طوي الملف".