س: بداية،سيد بن عبد السلام كيف تقيمون الأزمة السورية ،هل ترون أنها مطلب شعبي أم مؤامرة خارجية ؟ ما يحصل في سوريا استثنائي، فالتجربة السورية تمتاز عن غيرها من تجارب ما يسمى بثورات "الربيع العربي" بمميزات لان النظام السوري ليس نظام عميل للدول الاستعمارية بل مقاوم وممانع لمطامع هاته القوى الاستعمارية التي وجدت في النظام السوري حجرة عثر يجب التخلص منها بشتى الطرق لبسط سيادتها في المنطقة ، لذلك تدخلت هاته القوى الاستعمارية وفي مقدمتها أمريكا كقوة ثالثة على الخط إلى جانب النظام والمعارضة من خلال ركوب أهداف وتطلعات الشعوب العربية النبيلة والسامية والتي أفلتت منها التجربة التونسية إلى حد ما ،لتحقيق المشروع الاستعماري المسمى الشرق الأوسط الجديد.
س: هل ترون أن هناك أمل لحل الأزمة السورية داخليا ؟
نحن نتمنى حل سياسي سلمي داخلي في سوريا بين النظام والمعارضة إذ لابد من حوار سياسي بين النظام والمعارضة الشريفة في سوريا وليست المعارضة العميلة ،وهذا لإيجاد مشروع إصلاحات سياسية داخلية وبعدها القيام بانتخابات نزيهة وشفافة لإرجاع سوريا إلى المسار السياسي الصحيح الذي يصب في خدمة شعبها.فدون التوصل إلى حل سياسي داخلي ستصبح الأرض السورية ساحة للصراع بين القوى الصاعدة المتطلعة إلى القطبية المتعددة خاصة روسيا وبين أمريكا وإسرائيل التي تريد أن تفرض السيطرة على العالم من خلال القطبية الأحادية.
س: هل لديكم مقترحات لحل الأزمة السورية ؟
خارج الحل السياسي عن طريق الحوار في سوريا ستشتعل المنطقة لأننا الآن أمام إرادة غربية واضحة لإضعاف سوريا والجيوش العربية ، لتبقى إسرائيل أقوى دولة في المنطقة وبالتالي البديل عن الحل السياسي هو الحرب العالمية التي ستمتد من مصر إلى كراتشي.وستكون لديها أبعاد خطيرة . س: ماذا تقولون عن مؤتمر جنيف 2 ؟
أنا أفضل أن تكون المصالحة بين النظام والمعارضة السورية في دمشق وليس في جنيف لكن لا ضرر من حدوثها في جنيف مدام الهدف واحد وهو الوصول إلى المصالحة الوطنية.
س: المتتبع لما يحدث في سوريا اليوم يرى أن الوضع خرج عن كونه مطلب شعبي تحرري إلى التهديد بضربة عسكرية غربية . لماذا؟
الأقنعة سقطت في سوريا بعدما اتجه الاقتتال من داخلي إلى تهديد أمريكي خارجي فسوريا مستهدفة بجميع مكوناتها كما استهدف العراق من قبل ، فالنظام والمعارضة في وضع لا يحسدان عليه وعليهم وضع مصلحة سوريا فوق كل اعتبار خاصة بعد دخول قوى ثالثة على الخط . س: ندائكم إلى الشعب السوري ؟
يا سوريون خذوا العبرة مما حدث في الجزائر سنة 1963، عندما تعرضنا لهجوم من المغرب آنذاك وسط خلاف داخلي ضد حكم بومدين لكن ذلك لم يمنع من تلاحم المعارضة و الشعب الجزائري للوقوف في وجه التهديد المغربي آنذاك . لذلك يجب على الشعب السوري الشقيق الاتعاظ وأخذ العبرة من تجربة الجزائر والتغاضي عن كل الخلافات السياسية لأجل وحدة الوطن والشعب السوري.
س: ماهو تحليلكم لحادثة الكيماوي في منطقة الغوطة ؟
حادثة الكيماوي في الغوطة الشرقية في سوريا خطيرة ولها أبعاد كبيرة لكن ما يجب معرفته هو أن كل من أمريكا وإسرائيل كانتا وراء هاته الحادثة ، لتكون حجة وذريعة لقيام أمريكا بالتدخل العسكري في سوريا .
س : كيف تفسرون قيام النظام السوري على وضع أسلحته الكيماوية تحت الرقابة؟
بشار الأسد اضطر مكرها إلى وضع الأسلحة الكيماوية تحت الرقابة لتجنب ما لا يحمد عقباه في الدخول إلى حرب مدمرة تأتي على الأخضر واليابس في سوريا رغم أن هذا التصرف لم يرضنا إلا أن مصلحة سوريا والسوريون كانتا فوق كل الاعتبارات.
س: هل ترون أن هاته الموافقة سوف تعجل بحل سريع للأزمة السورية؟
مشروع الضربة العسكرية في سوريا لم يتوقف بل أجل، حتى بعد المبادرة الروسية لوضع أسلحة الكيماوي السورية تحت الرقابة.
س : ما قولكم في الموقف الجزائري اتجاه ما يحدث في سوريا ؟ الموقف الجزائري اتجاه ما يحدث في سوريا متزن خاصة إذا ما قورن بمواقف الدول العربية اتجاه نفس القضية ، ونحن كحزب الجزائر الجديدة نطلب أن تتدخل الجزائر بدبلوماسيتها المعروفة في إطار وساطة لجمع شمل السوريون على حل سياسي ينقذ سوريا.
س: كلمة أخيرة سيدي
كلمتنا هي لجميع الجزائريين بأن ينظروا إلى الأحداث التي تجري في المنطقة على أنها مؤامرة أمريكية صهيونية كبيرة تستهدف كل الشعوب العربية والمسلمة والدين الإسلامي بدرجة أولى لأجل الشرق الأوسط الجديد .