دعا امس سيد علي بحاري رئيس النقابة الوطنية للاسلاك المشتركة لقطاع التربية الى معالجة ظاهرة الدروس الخصوصية عاجلا بوضع الحلول للأسباب التي أدت إلى ظهورها لاسيما و ان الظاهرة قد استفحلت في القطاع رغم كل الوسائل والطرق التي استخدمتها الدولة في الحد منها قد باءت بالفشل. و في السياق ذاته اقترح سيد علي بحاري في بيان له امس كحلول لظاهرة الدروس الخصوصية ضرورة إعادة النظر في مكانة كل القائمين على القطاع من الحارس إلى مدير المؤسسة دون تمييز في تحسين وضعيتهم المادية والمهنية الى جانب القيام بحملة توعية شاملة على صعيد المجتمع لتبيان مساوئ الدروس الخصوصية التي يلجأ إليها الأولياء الأثرياء لا لشيء – يقول بحاري فقط لتلطيخ صورة المدرسة الجزائرية بإيعاز من بعض المعلمين والأساتذة الذين يفرون من واجباتهم المسندة إليهم ويدفعون بهؤلاء التلاميذ للدروس الخصوصية من أجل النزول من قيمة المدرسة " وهذا بدوافع سياسية متعفنة ". كما اقترح رئيس النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة لقطاع التربية وضع كتاب دراسي واحد لكل مادة في كل مرحلة أو سنة تعليمية يقوم بإعداده نخبة من الأساتذة ويوزع عائده على جميع أعضاء التدريس وتعمم دراسته والالتزام به على الجميع ما يوفر – حسبه - مئات الملايين المهدرة في تصوير الملازم التي تقوم بها مافيات منتشرة من مكاتب التصوير وغيرها موضحا ان الكتاب الملحق بالمادة على هيئة سؤال وجواب يتضمن مئة سؤال أو أكثر في كل مادة، مجابة إجابة كاملة وأن يتم الإعلان في كل وسائل الإعلام أن الامتحان سيكون بالنص من هذه الأسئلة التي سيأتي منها الامتحان مؤكدا ضرورة الالتزام الكامل بنص تلك الأسئلة ما يفتح الباب للوسائل غير التقليدية للدروس والمدرسين الراغبين في ذلك كما تطرق بحاري في سياق حديثه الى اهم الاسباب التي ادت الى تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية لاسيما منها يقول " أن المعلم لم يعد كما كان في السابق، يضع نصب عينيه مصلحة الطالب ويخلص في أداء واجبه بعد أن كان المعلم في السابق لا يترك شيء أثناء الدرس من دون أن يقوم بشرحه وتوضيحه والتأكد من وصول المعلومة الكاملة إلى طلابه" و ذلك لانشغاله التام بالدروس الخصوصية اضافة الى رغبة الأولياء الأثرياء في تحسين المستوى الدراسي لأبنائهم، وحصولهم على معدلات عالية، لا سيما في المرحلة الثانوية، وذلك على حساب واقع ومستقبل أبنائهم أكاديمياً ومهنياً.
اما السبب الثالث حسب بحاري فيرتبط بالطالب نفسه حيث أن وسائل اللهو الكثيرة التي انتشرت داخل الدولة، نتيجة للرخاء الاقتصادي الذي يعيشه مجتمعنا، أدت بلا شك إلى انشغال الطلبة بأشياء كثيرة لم يكن لها وجود في السابق مشيرا الى الفضائيات وأجهزة الهاتف.