نظمت مؤسسة الأرشيف الوطني امس بالجزائر العاصمة معرضا حول الزعيم الافريقي نيلسون مانديلا (1918-2013) تضمن صورا و وثائق تخلد هذه الشخصية وكفاحها ضد الميز العنصري. كما اشتمل المعرض الذي حمل عنوان "نيلسون مانديلا رمز الكفاح والحرية" مقاطع عديدة من أقواله التي تصب في تمجيد الشجاعة ومحاربة التمييز العرقي وتحث على الحرية والسلام والديمقراطية. كما تناول المعرض الذي حضره عدد من المجاهدين والإعلاميين صورا نادرة للزعيم مانديلا منذ شبابه مرورا بفترة سجنه بجزيرة "روبن" وصولا الى نيله جائزة نوبل للسلام سنة 1993. ومن بين ما تضمنه المعرض أيضا تلك العلاقة التي جمعت "ماديبا" بالثورة الجزائرية منذ سنة 1961, حيث كانت مصدر إلهام بالنسبة إليه لأنها شكلت --كما كتب في مذكراته بعنوان "الدرب الطويل نحو الحرية"-- النموذج "الأقرب" لثورة شعب جنوب إفريقيا. وخلال تدشين هذا المعرض المتزامن مع مراسم دفن هذه الشخصية اليوم الأحد بمسقط رأسه بقرية كونو (جنوب إفريقيا), استعرض المدير العام للأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي, أهم مراحل مسيرة المناضل مانديلا, لاسيما علاقته بالثورة الجزائرية وبجيش التحرير الوطني. واعتبر السيد شيخي أن إقامة هذا المعرض يشكل "وقفة لتمجيد مآثر هذا الرمز ودوره في ترسيخ قيم الحرية والسلم ليس في إفريقيا فحسب بل في العالم أجمع". يشار إلى أن مانديلا من مواليد العام 1918 وقد توفي في الخامس ديسمبر الجاري عن عمر ناهز ال95 سنة بعد صراع مرير مع المرض. وكان مانديلا قد قضى 27 عاما من حايته في السجن بعد اتهامه بالتخريب والتخطيط للانقلاب على الحكومة وأفرج عنه سنة 1990 ليصبح بعدها أول رئيس أسود للبلاد سنة 1994.