صنفت الولاياتالمتحدةالأمريكية في تقريرها الأخير القيادي مختار بلمختار، في خانة أخطر الإرهابيين و الأبرز في "المغرب الإسلامي"، معتبرة "جماعة الملثمون" التي يقودها منظمة إرهابية. ذكرت الخارجية الامريكية ، إنها أدرجت "الملثمون" كمنظمة إرهابية أجنبية طبقاً للمادة 119 من القانون الأميركي حول الهجرة والجنسية، وككيان إرهابي عالمي بمقتضى المرسوم الرئاسي 13224 الذي يستهدف الإرهابيين، وأولئك الذين يمدّون يد المساعدة للإرهابيين أو للأعمال الإرهابية ". مسعود عبد القادر مختار بلمختار، أو "خالد أبو العباس" أو "الأعور" أو "السيد مارلبورو" المكنى بالأعور، نسبة لفقد احدى عينيه في أفغانستان،أسماء متعددة لامير جماعة "الملثمون"،التي كانت فيما مضى أحدى كتئاب تنظيم القاعدة في بلاد المغربي الاسلامي ثم استقلت عن التنظيم بعد خلافات منهجية و حركية بين عبد الملك دروكدال امير القاعدة و بلمختار. ولد بلمختار في ولاية غردايةجنوب العاصمة الجزائر العام 1972، و في العام 1989 توجه الى أفغنستان و انخرط ضمن ما يسمى ب"الافغان العرب" تدرب خلال هذه الفترة على استعمال السلاح في معسكرات "خلدن" و "جلال اباد" ،ليعود بعدها الى الجزائر و تحديدا في العام 1992 حين انطلقت الجماعات الاسلامية هناك في القتال ضد السلطة بعد ايقاف المسار الانتخابي وحظر الجبهة الاسلامية للانقاذ،منتميا للجماعة الاسلامية المسلحة التي كانت تضم مجموعة كبيرة من الافغان العرب،ثم انشق عنها بعد مقتل اميرها أبو عبد الرحمن أمين، مؤسسا مع مجموعة من الجهاديين تنظيم"الجماعة السلفية للدعوة و القتال" و التي تحولت سنة 2007 الى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي". في 11 نوفمبر 2003،أدرجت الاممالمتحدة ،مختار بلمختار على القائمة الاممية للافراد و التنظيمات الارهابية "باعتباره مرتبطا بتنظيم القاعدة أو أسامة بن لادن أو حركة الطالبان و بسبب المشاركة في تمويل الأعمال أو الأنشطة أو التخطيط لها أو تسهيل القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها، بالاقتران مع تنظيم القاعدة ببلاد الغرب الإسلامية أو باسمها أو بالنيابة عنها أو دعما لها و التجنيد لها"،بحسب ما نشرت لجنة مجلس الامن المكلف بتطبيق القرار الاممي بشأن تنظيم القاعدة. وقالت اللجنة في تقريرها : "مختار بلمختار هو جندي جزائري سابق له خبرة بمعسكرات التدريب في أفغانستان. وهو أقدم قائد مجموعة ناشط، وقائد لكتيبة "الملثمون"في المنطقة الجنوبية، وهي جزء من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وقد ساعدت العلاقات التي تربط أسرته بالقبائل المحلية مجموعته على استغلال فرص ارتكاب الأعمال الإجرامية في جنوب المغرب العربي، من قبيل التهريب، من أجل تمويل الإرهاب". و مختار بلمختار هو قائد ومؤسس لواء خالد أبو العباس (الذي يعرف أيضا بإسم الكتيبة الموقعة بالدم). تحت قيادة بلمختار قام اللواء بهجوم قاتل في شهر جانفي 2013 على منشأة غاز في أميناس، الجزائر. قتل 37 شخصا على الأقل من الرهائن بما فيهم المواطنين الأمريكيين فريدريك بوتاشيو، فيكتور لين لوفليدي، وجوردن لي روان – أثناء حصار الأربعة أيام للمنشأة، فبعد أن اعلنت تشاد مقتله في افريل 2013 ، خرج بلمختار في جويلية مهددا بشن هجمات جديدة في النيجر بعد اعتداءات انتحارية نفذها تنظيمه الوليد في نهاية شهر ماي 2013. و في جويلية 2013 ،رصدت الولاياتالمتحدة مكافأة بخمسة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تساعد في اعتقال الجهادي الجزائري بلمختار ،في اطار البرنامج الذي تطرحه وزارة الخارجية الامريكية تحت اسم "مكافآت من اجل العدالة" و الذي يشمل قادة في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بشكل اساسي، وهو يعرض منذ 1984 مبالغ مالية على كل شخص يدلي بمعلومات تساعد في اعتقال او تصفية افراد يهددون مصالح الولاياتالمتحدة. وقد صدر بحق مختار بلمختار أمر توقيف دولي بسبب انتمائه للقاعدة. وفي جويلية 2004، أصدرت محكمة في إيليزي بالجزائر حكما غيابيا ضد بلمختار بالسجن مدى الحياة "للقيام بتشكيل جماعات إرهابية وارتكابه لأعمال سطو وحيازته لأسلحة غير مشروعة واستخدامها".وفي مارس 2007، أصدرت محكمة جنائية في الجزائر حكما غيابيا ضد بلمختار بالسجن لمدة 20 عاما عقوبة له على "تشكيل مجموعات إرهابية، واختطاف أجانب، واستيراد أسلحة غير مشروعة والاتجار بها".وفي مارس 2008، أصدرت محكمة ولاية غرداية بحق بلمختار حكما غيابيا بالسجن مدى الحياة لارتكابه جريمة قتل 13 موظفا جمركيا. و في 22 أوت 2013 أعلن بلمختار عن اندماج "كتيبة الموقعون بالدم" التي يقودها مع "الحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا" تحت اسم جديد و هو "المرابطون" و أكدتا في البيان المشترك بينهما، أنهما ستركزان عمليتهما في الفترة القادمة على المصالح الفرنسية الواقعة في منطقة شمال إفريقيا، ولم يتم بعد الإعلان عن إسم الزعيم الجديد لهذه الجماعة. و يقلل الكثير من المراقبين من تأثير انشقاق بلمختار عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي على نشاط جماعته في الصحراء،فالرجل كان يتحرك باستقلالية كبرى حتى حين كان عضوا في القاعدة ،وفي هذا السياق يقول أندرو ليبوفيتش الباحث في معهد واشنطن و المتخصص في شؤون الجماعات الاسلامية: "حتى لو بدا في الظاهر أن بلمختار قد "نُحي" عن قيادة كتيبته بأمر من زعيم تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" عبد المالك دروكدال (يعرف أيضاً باسم أبو مصعب عبد الودود) في أكتوبر 2012، فإنه يبدو وكأنه اصطحب مقاتليه معه. ووفقاً لما جاء عن قادة "حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا" فإن مقاتليها بسطوا سيطرتهم على جاو بمشاركة أعضاء من "كتيبة الملثمين" التي يقودها بلمختار".
و يضيف ليبوفيتش في دراسة نشرت في فبراير 2013 :"ومع ذلك، فإن انفصال بلمختار عن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ظاهرياً بعد الانشقاقات التي حدثت بين صفوف القيادة العليا لتنظيم "القاعدة " لا يبدو أنه أعاق كثيراً عمليات التنظيم. فقد وردت التقارير عن أن هجوم "إن أميناس" قد خُطط له على مدار شهرين على الأقل بما يعني أن عملية التخطيط بدأت أثناء الرحيل المزعوم لبلمختار أو بعده بقليل،وعلاوة على ذلك، أنه لم يُعق حركة المقاتلين بل والقادة فيما بين الجماعات المختلفة. "