تستمر مأساة هذه البلاد، لا لشيء سوى لكثرة من يعرضون الخدمات على الأقوى بثمن وبغير ثمن، لدرجة أن مأساة البلاد ليست لا في نظام حكم ولا في حكومات فاشلة، بل في بشر يقدمون الخدمات لهؤلاء كلهم بالمجان، لدرجة أن سوق " الشياتين" صار كاسدا بفضل كثرة الشياتين، ولكثرة هؤلاء صارت أكثر من إدارة وأكثر من مصلحة وأكثر من مؤسسة لا تعتمد على الكفاءات ولا على المادة الرمادية الخام التي صارت تصدر لفرنسا، ولكن تعتمد على الأشد ولاء " وشيته" حتى تحولت مؤسسات بكاملها وأحزاب بكاملها ليس لها عمل سوى السمع والطاعة وتقديم الخدمة تلوى الخدمة، بعضهم وصل إلى البرلمان بهذه الطريقة، وبعضهم ارتقى في المنصب وصار وزيرا، والبعض ينتظر دوره ودوره ما يزال بعيد لمنال لأن الطابور طويل وطويل جدا. هكذا حول هؤلاء " الحثالة " من البشر الجزائر إلى ماسة حقيقية بعدما همشوا الكفاءات وتقدم هؤلاء مقدمي الخدمات، وارتقوا المناصب وتسلقوها إلى أن وصل بعضهم إلى وزراء ومدراء ونواب ورؤساء أحزاب ومسؤولين وبعضهم تحول من " عساس" إلى مستشار وزير لانه فقط بارع في اقتفاء الأثر كما الكلاب ويأتي لسيده بالخبر اليقين، إنها ماساة الجزائر الحقيقية التيؤ يجب ان يتم فيها تغيير هذا السلوك المشين، لدرجة أن البعض الذي كان مع هيأة او سلطة معينة بالأمس خرج عليها اليوم لمجرد اعتقاد ان ثمة موازين ستنقلب.