أبدى مشروع البيان الختامي للقمة العربية دعم القمة لعملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية في اليمن، ودعا الحوثيين إلى الانسحاب الفوري من صنعاء وتسليم أسلحتهم. ودعا مشروع البيان الختامي الذي رفعه وزراء الخارجية إلى القادة في القمة العربية السادسة والعشرين التي اختتمت امس في منتجع شرم الشيخ المصري، إلى تشكيل قوة عسكرية عربية تشارك فيها الدول الأعضاء اختياريا، مع تحفظ العراق على هذه النقطة. وحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، فإن مشروع البيان يدعو إلى إنشاء قوة عسكرية عربية، تشارك فيها الدول اختياريا، وتتدخل هذه القوة عسكريا لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء بناء على طلب من الدولة المعنية، وهو القرار الذي تحفظ عليه العراق. كما يؤيد البيان الختامي الإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف الذي تقوده السعودية في إطار عملية "عاصفة الحزم"، مطالبا الحوثيين "بالانسحاب الفوري من العاصمة صنعاء والمؤسسات الحكومية وتسليم سلاحهم للسلطات الشرعية"، حسب المصادر ذاتها. ويتوقع أن يتضمن البيان كذلك، وفق المصادر نفسها، مطالبة بضرورة الاستجابة العاجلة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعقد مؤتمر في السعودية تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي. كما يدعو البيان إلى دعم موازنة دولة فلسطين لمدة عام تبدأ من الأول من أفريل المقبل، ودعم قرارات المجلس المركزي الفلسطيني الداعية لإعادة النظر بالعلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع إسرائيل بما يجبرها على احترام الاتفاقيات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية. وجدد العراق رفضه لأي تدخل عسكري من قبل أية دولة في شؤون أية دولة أخرى، ودعا الى اعتماد الحوار سبيلا للحل، أما لبنان فشدد على السير بأي موقف يقوم على الإجماع العربي، والنأي عن أي خطوة لا تحظى بالإجماع أو التوافق. وفي الشأن الليبي، يطالب البيان بتقديم الدعم السياسي والمادي الكامل للحكومة الشرعية في ليبيا بما في ذلك دعم الجيش الوطني، في إشارة إلى الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد في طبرق (شرق) والجيش الموالي لها. كما يطالب القادة العرب مجلس الأمن بسرعة رفع الحظر عن واردات السلاح إلى الحكومة الليبية (في إشارة لحكومة عبدالله الثني) باعتبارها الجهة الشرعية، وتحمل مسؤولياته في منع تدفق السلاح إلى الجماعات الإرهابية، وفق المصدر نفسه. وشدد البيان على دعم الحكومة الليبية في جهودها لضبط الحدود مع دول الجوار، وهو قرار تحفظت قطر عليه بالكامل، فيما فسرت الجزائر الفقرات المتعلقة برفع الحظر وتسليح الجيش الليبي على أنه يندرج ضمن السياق السياسي للحل. وفيما يتعلق بالأزمة السورية يعتزم القادة العرب التأكيد، في بيانهم الختامي، على ضرورة تحمل مجلس الأمن مسؤولياته الكاملة في التعامل مع مجريات الأزمة السورية، وطالبت الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بمواصلة اتصالاته مع الأمين العام للأمم المتحدة من أجل إقرار خطة تحرك مشتركة تضمن إنجاز الحل السياسي للأزمة السورية وفقا لمؤتمر جنيف1. كما سيجدد البيان تأكيد القادة العرب المطلق على سيادة دولة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث (جزر طنب الصغرى والكبرى وأبوموسى) (المتنازع عليها مع إيران)، داعين الحكومة الإيرانية إلى دخول مفاوضات مباشرة مع دولة الإمارات أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية لإيجاد حل سلمي لقضية الجزر. أعلنت قيادة تحالف "عاصفة الحزم" عن نجاح المرحلة الأولى من مهمتها بعد 3 أيام من بدء العملية العسكرية في اليمن، مؤكدة إعطاب جميع طائرات الحوثيين، وقطع مراكز اتصالاتهم. وصرح العميد الركن أحمد العسيري، المتحدث العسكري باسم "عاصفة الحزم"، في مؤتمر صحفي، أنه لم تعد هناك طائرات للحوثيين ولا مراكز اتصالات، مؤكدا استمرار "عاصفة الحزم" في استهداف قواعد الصواريخ، والتجمعات المسلحة قرب الحدود السعودية، إلى جانب استهداف مخازن الذخيرة التابعة للحوثيين. وأكد العسيري أن "عاصفة الحزم" مستمرة في الأيام القادمة لمنع تحرك القوات الحوثية ونقل الإمداد والتموين وتحريك الأرتال والعربات والآليات، مشيرا إلى رصد تحركات وحشود لأرتال وعربات حوثية بشكل مستمر سواء باتجاه جنوب اليمن أو تحركات من محافظة صعدة باتجاه الحدود الجنوبية للسعودية، ما دفع القوات السعودية إلى استهدفها في أكثر من تجمع في منطقتي جيزان ونجران باستخدام مدفعية الميدان وطائرات القوات البرية "الأباتشي" لمنع الميلشيات الحوثية من الاحتشاد أمام الحدود الجنوبية للسعودية. ولم يستبعد العسيري التدخل البري لصد التحركات الحوثية على حدود جنوب السعودية، قائلا إن أي عملية عسكرية سواء كانت برية أو بحرية أو جوية يسبقها تقدير للموقف وتقييم للمعطيات. وأضاف المتحدث العسكري أن قوات التحالف استهدفت أحد المباني التي تحتوي على مخابئ للذخيرة أو الأسلحة أو المعدات وأصابت المبنى إصابة مباشرة دون إصابة المباني المجاورة، واستهدفت أحد القياديين الحوثيين، مشددا على أنه تم تحييد المضادات الأرضية وبسط السيطرة على أجواء اليمن. وفي ذات السياق، أشار المتحدث العسكري إلى أن القوات البحرية السعودية أجلت من العاصمة صنعاء دبلوماسيين من 12 جنسية. على الأرض، جرت اشتباكات مسلحة بين اللجان الشعبية والحوثيين في محافظة عدنجنوب البلاد. وأفادت مصادر محلية، أن هذه الاشتباكات هي الأعنف حتى الآن، اندلعت في محيط مطار عدن، باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إلى جانب اشتباكات متفرقة في منطقة دار سعد، المنصورة، الشيخ عثمان. وأوضحت نفس المصادر، أن بعض القذائف وصلت إلى الأحياء السكنية، مشيرة إلى اندلاع حرب شوارع في منطقة "كريتر" أحد الأحياء السكنية في مدينة عدن. وأعلنت اللجان الشعبية حظر التجوال في عدن، داعية السكان إلى البقاء في منازلهم حفاظا على أرواحهم، وكان بيان للجان الشعبية أعلن مسبقا عن النية في السيطرة على معسكر بدر التابع للحوثيين، والذي يضم كتيبة اللواء 31 مدرع مساء السبت. وذكرت نفس المصادر، أن الطيران استهدف عددا من المعسكرات ومخازن السلاح والمواقع التابعة للحوثيين والرئيس السابق في عدد من الجبال المحيطة بالعاصمة صنعاء. وقالت إن المسلحين الحوثيين "نشروا مضادات الطيران" في الأحياء السكنية بالعاصمة، حيث تم رصد انطلاق المضادات الأرضية وسط أحياء سكنية في شمال وجنوب العاصمة. كما شن الطيران الحربي المشارك في "عاصفة الحزم" مساء أمس غارة جوية استهدفت قاعدة جوية في محافظة /الحديدة/ غربي اليمن. وذكرت مصادر محلية بالمحافظة أن غارة جوية استهدفت القاعدة الجوية بمطار الحديدة العسكري وأدت إلى تدمير منصة بطاريات صواريخ الدفاع الجوي بالقاعدة الجوية التي تسيطر عليها جماعةالحوثي. في سياق آخر اندلعت أمس اشتباكات عنيفة بين المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدد من المحافظاتالجنوبية. وقالت مصادر عسكرية ميدانية إن القوات الموالية للرئيس هادي والمسنودة باللجان الشعبية الجنوبية شنت هجوما واسعا على تعزيزات للمسلحين الحوثيين بالقرب من بلدة شقرة بمحافظة أبين و"كبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد". وأضافت إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجانبين في مدينتي لودر وشقرة وعلى الطريق المؤدي إلى مدينة زنجبار عاصمة المحافظة بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة,واستمرت عدة ساعاتوأدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. وفي محافظة عدن قالت مصادر محلية إن الاشتباكات تجددت مساء امس بين المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس هادي في محيط مطار عدن ومعسكر بدر بمدينة خور مكسر. وأوضحت إن القوات الموالية للرئيس هادي وجهت نداء للمواطنين في المدينة بعدم الخروج من منازلهم, حتى تتمكن من تحرير المدينة من قبضة المسلحين الحوثيين.