تمكن صالون الجزائر الدولي ال20 للكتاب من بلوغ رقم المليون ونصف، حسب التقديرات الأولية ساعات قبل اسدال الستار على هذا الحدث، حيث فاق العدد الجمعة المليون و200 ألف زائر ليصل السبت على الساعة الرابعة حوالي المليون و400 ألاف، مما سمح بتقدير المليون ونصف أو ما يقارب عند اختتام الصالون على الساعة 07 مساء من ذات اليوم. وسمح بتسجيل هذا الرقم القياسي هو التوافد الكبير الذي بلغ الذروة يومي الفاتح نوفمبر ب343 ألف شخص والسادس نوفمبر ب423 ألف إضافة إلى يوم الاختتام". حيث اختتم مساء السبت بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة صالون الجزائر الدولي ال20 للكتاب الذي عرف مشاركة أكثر من 900 ناشر من أزيد من 50 بلدا. واستقبلت الطبعة ال20 من الصالون -الذي افتتح أبوابه للجمهور في 29 أكتوبر الماضي- ضيوفا من آفاق متنوعة بين جامعيين يبحثون عن مؤلفات علمية متخصصة وطلبة ثانويات جذبتهم أجنحة ممثليات أجنبية ذات طابع ثقافي وتعليمي وأولياء يبحثون عن كتب شبه مدرسية وآخرين وجهوا أبصارهم نحو الأدب بحضور العديد من الروائيين والشعراء الشباب. وما ميز طبعة هذا العام -التي احتضنت فرنسا كضيف شرف- منح جائزة أسيا جبار للرواية ولأول مرة حيث فاز بها كل من عبد الوهاب عيساوي في اللغة العربية عن عمله "سييرا دي لا مويرتي" (جبل الأموات) ورشيد بوخروب في الأمازيغية عن "تيسليت نو غنيم" وأمين آيت الهادي في الفرنسية عن "ما بعد الفجر". وقال محافظ الصالون حميدومسعودي -في كلمة لقاء عقب الاختتام- أن طبعة الصالون لهذا العام "عرفت عرض 25 ألف عنوان في مختلف المجالات أغلبها جديدة" مؤكدا أن الكتاب الديني "لم يغيب ولم يطغى أيضا" على الصالون. وتأسف المتحدث ل"بعض النقائص" التي لازمت التظاهرة ك"عدم التزام بعض الناشرين بالقانون الداخلي للصالون الذي يمنع عليها البيع بالجملة" " مذكرا بتشميع جناح دار نشر سورية مختصة في الكتب الدينية لمحاولة ببيعها لكتبها بالجملة مؤكدا أنها "أقصيت نهائيا" من المشاركة مستقبلا. واحترمت أغلب الدور العربية التي يقارب عددها ال300 هذا الإجراء -الذي تم تطبيقه بصرامة خلال هذه الطبعة- حيث رحبت تلك المتخصصة في الكتب العلمية والأكاديمية بهذا القرار على خلاف ناشري كتب الدين والأطفال. واعتبر مسعودي أنه رغم منع البيع بالجملة ومراقبة تطبيقه عبر رجال الأمن والجمارك إلا أن هناك "عدة طرق غير مشروعة" مازال يستعملها بعض الناشرين لتهريب كتبهم معتبرا أنه "من المستحيل مراقبتها كلها" على حد قوله. كما تأسف محافظ الصالون ل"تسرب بعض العناوين" غير المرغوب فيها والتي وصفها ب"القليلة جدا" مؤكدا "سحبها من طرف لجنة القراءة" ومذكرا في هذا الصدد بأن محافظته قد تحفظت خلال هذه الدورة على "106 عناوين". كما أوضح مسعودي أن هذه الطبعة "أقصت 40 دار نشر لم تحترم السنة الماضية القانون الداخلي للصالون" بالإضافة ل"رفض دور نشر أخرى نظرا للمساحة الصغيرة" لقصر المعارض الذي "لا يستطيع استقبال أعداد أكبر من الناشرين والجمهور على حد سواء". ولفت المتحدث في هذا الصدد إلى "وجود مشروع في المستقبل القريب" بين محافظة الصالون ومديرية قصر المعارض (صافكس) حول "إعادة هيكلة وتفعيل" قصر المعارض الذي يعود تاريخ تشييده إلى العام 1969 ل"يلبي مستقبلا احتياجات الأعداد الكبيرة" للزوار معتبرا أنه "غير ملائم" اليوم لاستقطاب هذا العدد "الهائل" منهم. وفي رده على سؤال حول سبب قلة الزوار عن عدد من الندوات واللقاءات قال السيد مسعودي أن الصالون "وفر كل الشروط بما فيها الإشهار" مضيفا أن محافظته "غير مسؤولة عن عدم رغبة الناس في الحضور" كما قال. وكان برنامج اللقاءات الفكرية والمحاضرات -المنظم على هامش الصالون- قد استقبل أعدادا قليلة جدا من الزوار باستثناء اليوم الدراسي التاريخي حول مجازر الثامن ماي 1945 حيث اعتبر بعض هؤلاء أن سبب العزوف يكمن في نقص المعلومات حول الفعاليات وغياب الملصقات وإلغاء بعض الأنشطة. وأشاد المحافظ من ناحية أخرى بالتعاون الحاصل بين محافظة الصالون ووزارتي الشؤون الدينية والتربية الوطنية خلال هذه الطبعة قائلا في هذا الإطار أن "80 ألف تلميذ من 20 ولاية زاروا الصالون" هذا العام. وختم السيد مسعودي بالقول أن الدورة المقبلة لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا 2016) ستكون بين 26 أكتوبر و5 نوفمبر2016 مع إمكانية "تمديد فعاليات التظاهرة إلى العاشرة ليلا ليوم أو يومين".