عُقدت امس ندوة دولية حول العلاقات الصينية العربية : حالة الجزائر من تنظيم مخبر البحوث و الدراسات في العلاقات الدولية , كلية العلوم السياسية , جامعة الجزائر 3 . بناء على دعوة من جمعية الصداقة الجزائر - الصين ووفقا لما ورد في "البرنامج فقد افتتح هذه الندوة الأستاذ الدكتور رابح شريط ,حيث شكر الحضور على تلبية الدعوة و رحب بالضيوف من دولة الصين . و تناولت الجلسة الأولى محور العلاقات العربية – الصينية و طريق الحرير مرجعية و آفاق لتعاون بناء , حسب ما أكده كل من رئيس معهد البحوث للتنمية في اسيا و افريقيا بمركز البحوث للتنمية لمجلس الدولة الصيني السيد guo zhizheng و رئيس جمعية الصداقة : الجزائرالصين السيد اسماعيل دبش, حيث تم التركيز حول عوامل التكامل في العلاقات العربية الصينية و المنظور الصيني لها وتطرّق السيد فؤاد "xiong liang منسق و ممثل جمعية الصداقة الصينية العربية إلى الجوانب السياسية والتاريخية والاقتصادية (المميّزة) التي تربط البلدين وأسباب نجاحها. وأبرز أيضا السيد اسماعيل دبش في الندوة الأهمّية التي تكتسيها هذه الجمعية المعتمدة سنة 1993 في (تكثيف وتعزيز) العلاقات الثنائية بين البلدين. و عاد هذا الأخير الى تاريخ العلاقات بين الدولتين التي ترجع الى مساندة الثورة الجزائرية في الخمسينات وكان من إحدى الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية في وقت سريع مع الجزائر بعد اعترافه بشرعية الحكومة المؤقتة بعد ثلاثة أيام فقط من تأسيسها سنة .1958 ومنذ ذلك الوقت عرفت العلاقات الجزائريةالصينية تطورا مستمرا إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم. فإلى جانب العلاقات السياسية الممتازة بين البلدين التي تبرهن عليها الزيارات المتبادلة لقادة ووزراء الدولتين نجد العلاقات الاقتصادية الجيدة التي ترجمتها هذه العلاقات السياسية والإرادة القوية في تعزيز أواصر الصداقة، وهي الصداقة التي يعبر عنها البلدان من خلال لجنة الصداقة المشتركة. و استعرض المشاركون في هذه الندوة مسار التطور للعلاقات الصينية العربية، وأعربوا عن ارتياحهم لإنجازات تعاون الجانبين التي تم إحرازها في مختلف المجالات , و عن منظومة التمويل الدولي على خلفية الحزام و الطريق , أوضح السيد يوسف ding long و اتخد في مداخلته "البنك الاسيوي للاستثمار في البنية التحتية نموذجا . قبل أن تأكد الأستاذة بن طبيل دورية طالبة دكتوراه حول العلاقات الافريقية الصينية و الاستاذة علاوي فضيلة على أن الحوار الحضاري يساهم في تعزيز التواصل والاستفادة المتبادلة بين الصين والبلدان العربية وشعوب الجانبين، ويساعد على مضافرة جهود الجانبين لصيانة التعددية الثقافية للعالم. وإن كلا الجانبين الصيني والعربي يبادر إلى تكريس روح الانفتاح والاحتواء، ويسعى إلى نشر قيم التسامح والتفاهم، ويؤكد على احترام حق مختلف البلدان في اختيار الطرق التنموية وفقاً لإرادتها المستقلة، ويدعو إلى تعزيز الحوار من أجل توفير الأرضية الشعبية الصلبة لزيادة توسيع وتعميق علاقات التعاون الاستراتيجية الصينية العربية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة. ومن أجل مساعدة الدول الإفريقية على تنمية اقتصادها لا تزال الصين تتمسك بزيادة الواردات من إفريقيا، وفي إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي. كما تناولت الجلسة الثانية من هذه الندوة العلاقات الجزائريةالصينية و المرجعية السياسية للتعاون الاستراتيجي حيث أوضح رئيس الجلسة الدكتور عمار جفال , الأطر القانونية للعلاقات الجزائريةالصينية . فالجزائر ترغب في تطوير العلاقات الاقتصادية بينها و بين الجزائر إلى علاقة رابح – رابح و لا تقتصر على الشق التجاري فقط , إذ تتطلع الجزائر إلى تحقيق توازن في المبادلات و "منح مضمون للشراكة" حيث أن الهدف يكمن في عدم الاكتفاء بعلاقات تجارية محضة. و من ثم فان الجزائر تتطلع للاستفادة من تحويل التكنولوجيا والاستثمارات الصينية. كما تحاول استقطاب المؤسسات الصينية الى الجزائر بغية تحفيزها على الإنتاج هنا لتلبية احتياجات السوق الداخلية و اكتساح أسواق الدول المجاورة و كذا دول المتوسط. هذه العوامل كفيلة ب "إعطاء دفع" للعلاقات الجزائريةالصينية و ستساهم في إرساء شراكة رابح-رابح بين البلدين. يذكر أن نحو 790 مؤسسة صينية تنشط في الجزائر لاسيما في مجال البناء و الأشغال العمومية و كذا الاستيراد و التصدير. و قد أوكلت العديد من المشاريع خاصة في مجال البناء لمؤسسات صينية على غرار مشروع المسجد الكبير و أوبيرا العاصمة و كذا مشاريع السكن. وتحتل الصين صدارة مموني الجزائر منذ 2013 بحيث بلغت المبادلات التجارية بين البلدين 10 مليار دولار في 2014 في مقابل 9 ر6 مليار دولار في 2011. و قدرت واردات الجزائر من الصين في 2014 ب 2ر8 مليار دولار فيما بلغت الصادرات 8ر1 مليار دولار (عاشر زبون للجزائر) حسب ارقام الجمارك. وقد شدد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في مناسبة سابقة على ضرورة استغلال العلاقات القوية والمتميزة بين الجزائروالصين لتطوير الشراكة في مختلف المجالات وتوسيعها إلى مجالات أخرى متنوعة خارج قطاع المحروقات لتشمل مجالات التصنيع، البناء، والمنشآت القاعدية بالاستفادة من تجربة الصين في هذا المجال.