دعت اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي الصين إلى مساندة دعم قضية الصحراء الغربية لتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره في إطار الشرعية الدولية، لتصفية الاستعمار في آخر مستعمرة في إفريقيا، وذلك انطلاقا من موقف الصين المعروف بدعمه للحركات التحررية. ووجه السيد محرز العماري رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي في كلمة ألقاها خلال انعقاد الجمعية العامة للصداقة بين الجزائر والصين أول أمس ببرج الكيفان بالجزائر نداء للصين لتقديم دعمها الدبلوماسي لقضية الصحراء الغربية لتوسيع دائرة المساندة لهذه القضية ووضع حد للنزاع الصحراوي المغربي، كون الصين بلد معروف بمواقفه المناهضة للفكر الاستعماري والمساند للحركات التحررية في العالم عبر التاريخ. حيث سبق وأن ساند الثورة الجزائرية في الخمسينات وكان من إحدى الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية في وقت سريع مع الجزائر بعد اعترافه بشرعية الحكومة المؤقتة بعد ثلاثة أيام فقط من تأسيسها سنة .1958 ومنذ ذلك الوقت عرفت العلاقات الجزائرية الصينية تطورا مستمرا إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم. فإلى جانب العلاقات السياسية الممتازة بين البلدين التي تبرهن عليها الزيارات المتبادلة لقادة ووزراء الدولتين نجد العلاقات الاقتصادية الجيدة التي ترجمتها هذه العلاقات السياسية والإرادة القوية في تعزيز أواصر الصداقة، وهي الصداقة التي يعبر عنها البلدان من خلال لجنة الصداقة المشتركة التي أعادت انتخاب الدكتور إسماعيل دبش رئيسا لها والوزير السابق السيد شريف رحماني رئيسا شرفيا لها خلال انعقاد جمعيتها العامة أول أمس بحضور عدد من ممثلي المجتمع المدني وشخصيات رياضية. وأجمع المشاركون في هذه الجمعية حسب البيان الذي تلقت ''المساء'' نسخة منه بأن الهدف منها هو تعزيزئ التفاهم والصداقة بين الشعبين ئالجزائري والصيني، والعمل على تقديم الوجه الحسن عن الجزائر للشعب الصيني. وعلاوة عن العلاقات التاريخية التقليدية بين البلدين في المجالين الدبلوماسي والسياسي فإن العلاقات الاقتصادية بين الجزائر والصين عرفت دفعا قويا منذ سنة 2000 خاصة بفضل خطتي النهوض الاقتصادي اللتين أطلقتهما الجزائر سنة 2001 وسنة 2005 . وهو ما ساعد على تطور حجم المبادلات التجارية بين البلدين والتي بلغت 46,4 مليار دولار خلال سنة 2009 بتسجيل زيادة قدرها 8,8 بالمائة مقارنة بسنة 2008 وهو تقدم ملحوظ بعدما لم تكن هذه المبادلات تتجاوز 434 مليون دولار في سنة ,2002 الأمر الذي ساعد على امتداد العديد من الاستثمارات الصينية في بلدان الشمال الإفريقي بعد نجاحها في الجزائر. وتجمع الجزائر بالصين حاليا 189 اتفاقية لمقاولة المشاريع تبلغ قيمتها المالية ما يقارب 2 مليار دولار في حين تصل قيمة أعمالها إلى نحو 902 مليون دولار، في الوقت الذي بلغت فيه قيمة الاستثمارات الصينية بالجزائر 900 مليون دولار. وتعتبر الصين ثالث ممون للجزائر وزبونها الحادي عشر حسبما سجله الميزان التجاري لسنة ,2008 إذ تصدر الجزائر للصين المنتوجات البترولية والمعدنية، وقد شدد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في مناسبة سابقة على ضرورة استغلال العلاقات القوية والمتميزة بين الجزائر والصين لتطوير الشراكة في مختلف المجالات وتوسيعها إلى مجالات أخرى متنوعة خارج قطاع المحروقات لتشمل مجالات التصنيع، البناء، والمنشآت القاعدية بالاستفادة من تجربة الصين في هذا المجال. كما تتواجد بالجزائر 40 شركة صينية تنشط في مجالات الطرق، البناء، الاتصالات، الطاقة، الموارد المائية، والنقل.