يبدو أن المسرح الجزائري يسير نحو سياسة جديدة، تحاول الوزارة الوصية فرضها على القطاع، عبر تنصيب الديوان الوطني للثقافة والإعلام كمسؤول أول على أبي الفنون، ويطبق بذلك سياسته في تنظيم الحفلات والقعدات الغنائية على المسرح، رغم جهله التام بالمجال، حيث دق العديد من الأصوات ناقوس الخطر بعد إيكال دورة المسرح العربي التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح، إلى الديوان الوطني، وتجاهل للمسرح الوطني رغم محاولة الإيحاء أنه المنظم الأول لهذه التظاهرة. وتتجلى رغبة وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في إعطاء صلاحيات أكثر لديوان بن تركي، خاصة بعد تظاهرة المسرح العربي، التي لم يتوانى منظموه في تجاهل عدة أسماء مسرحية جزائرية مهمة في الساحة، عبر تحويل الحدث إلى عرس للأحباب والأصدقاء، إما جهلا بالأسماء المسرحية الثقافية التي تحرك هذا الفن حاليا، أما عمدا في إطار سياسة على من أرضى. فغريب أن يغيب على وهران ومستغانم متوجوا المهرجان المحترف للمسرح الوطني كأحمد رزاق وطاقمه الذي توج بالجائزة الأولى عن مسرحية طرشاقة، والمخرج شوقي بوزيد الفائز بجائزة إخراج... هذا التجاهل يطرح عديد التساؤلات حول مصير المسرح، رغم أنه من حق وزارة الثقافة إعادة تنظيم المجال، لكن دون اقصاء للمسارح الاولى بقيادة القاطرة، ودون بث جسم غريب قد يقضي على الحركة الابداعية، رغم ذهاب الوزير الى ان مستوى المسارح رديئ، لكن الواقع ومستوى الاعمال المشاركة في مهرجان المحترف، تعطي بصيص امل والمت عن مستوى رفيع، وتنوع يرقى الى ميولات المشاهد، لتبقى النقطة السوداء، هو الاتكال على النصوص الاجنبية وعدم العمل على الكتابات المحلية. وابرق الديوان الوطني الى الاعلام الجزائري ببيان عن توقيعه مع الهيئة العربية للمسرح إتفاقية للعمل المشترك، مواصلة لخطف دور المسرح الوطني، هذا الحدث جرى بين أبواب موصدة وغياب تام للاعلام ورجالات المسرح، ضف إلى ذلك ان بيان الحدث افتتحت كلماته ب "بعد نجاح الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي"، محاولة لفرض سراب نجاح الحدث، فعلى اي اساس وصل الديوان الى قناعة الحكم على نفسه بالنجاح، رغم ان الهيئة العربية وصفت الدورة بالسابقة كونها نظمت في مدينتين، وطيلة عشرة أيام، وعلما أن الهيئة تمنت منذ سنوات تنظيم طبعة جزائرية، ويبقى من حق الوزارة ترشيد الاموال المقدمة والبحث عن الارتقاء بالمستوى، لكن دون تجاهل من هو أولى بمجاله