توفي الملحن الكبير وعميد الأغنية القبائلية، شريف خدام، بعد ظهر اليوم الاثنين 23 جانفي، بإحدى المصحات الطبية بباريس، عن عمر يناهز 85 سنة، حسبما علمنا به من مصادر متطابقة. ولد الفنان شريف خدام في 1 جانفي سنة 1927 بقرية أيت بومسعود هو أحد أكبر الأسماء الفنية في تاريخ الموسيقى الجزائرية، وكان قد نقل أول مرة إلى فرنسا على جناح السرعة لتلقي العلاج في 24 أوت 2011، بعدما تعرض إلى وعكة صحية مفاجئة، حيث كان يخضع بالجزائر لعملية تصفية الدم منتظمة، غير أن التعب نال منه بشكل كبير، مما اجبر عائلته على نقله إلى فرنسا للعلاج، ليغيبه الموت عنا ، وشريف خدام هو أول مجدد في الموسيقى الأمازيغية، من خلال الجمع بين التراث والحداثة بإدخال الآلات الموسيقية الحديثة على الأغنية لقبائلية، ورغم أن قدومه إلى عالم الفن والموسيقى كان صدفة، كما عبر عن ذلك في الحوارات القليلة التي تحدث فيها عن نفسه، إلا أنه تمكن من ترك بصماته على سجل عمالقة الموسيقى ليس الجزائرية فحسب وإنما في العالم كله.فعندما سافر إلى فرنسا في 1947 على غرار اغلب شباب منطقته في ذلك الوقت بحثا على لقمة العيش لم يكن ابن قرية أيت بومسعود يعرف شيئا عن الموسيقى ولم يخطر بباله يوما أنه سيلج هذا العالم الفسيح، خاصة بعد تكوينه الديني ومروره عبر المدرسة القرآنية في طفولته ثم زاوية بوجليل التي كانت تؤهله ليكون إماما، لكنه اكتشف ميوله للفن والموسيقى بفرنسا. للإشارة فقد تم تكريم عملاق الأغنية القبائلية شريف خدام، في الحادي عشر من الشهر الجاري، في قاعة ابن زيدون في العاصمة. نظم الاحتفالية ديوان رياض الفتح وحضرها عدد من أصداء الفنان، إضافة إلى حضوره الشخصي مع عائلته. وتحتفي التظاهرة الفنان الذي يغادرنا اليوم أعطى خمسين سنة من حياته لتطوير الغانية القبائلية التي نقلها من طابعها الفلكلوري إلى الطابع العالمي بإدخال الاوركسترا والمجموعة الصوتية في الأغاني التي يؤديه