خصصت خطب أول جمعة منذ بدء العدوان الهمجي الإسرائيلي على غزة للتضامن مع الشعب الفلسطيني ودعوة الشعب الجزائري إلى إظهار دعمه مع المحاصرين في قطاع غزة وتقديم الزكاة. وقال خطيب احد المساجد في خطبته التي بثها التلفزيون الجزائري أمس إنه يتوجب على الشعب الجزائري الوقوف إلى جانب إخواننا المحاصرين في غزة ردا لجميل أهل المشرق العربي الذين قدموا الدعم للثورة الجزائرية، حيث لم يترددوا في جمع ما اسماه بحصالاتهم اليومية لدعم جهاد الجزائريين ضد الاستعمار. وألح الخطيب على الشعب الفلسطيني بضرورة وحدة الصف وأخذ العبرة من جهاد الشعب الجزائري لاسترجاع سيادته واستقلاله، كما أكد على ضرورة التضامن مع أهلنا في غزة في هذه المحنة إلى غاية تحرير فلسطين والقدس، متوجها إلى الله في دعائه بنصر الشعب الفلسطيني وملتمسا العذر منه سبحانه وتعالى لعدم القدرة على الذهاب إلى مؤازرة المجاهدين في غزة، مرددا القول "حسبنا العذر عن غزة حسبنا العذر عن غزة". وأشار الإمام إلى الدعم الجزائري وإقامة جسر جوي نحو الأراضي الفلسطينية ونقل أطنان من المساعدات الطبية والغذائية الجزائرية إلى قطاع غزة. وجاءت خطب الجمعة بدعوة الجزائريين لدعم الشعب الفلسطيني في سياق حملة تضامن وطني واسع النطاق مع معاناة أهل غزة. ويبث التلفزيون الجزائري ووسائل إعلام العمومية المسموعة يوميا أحاديث دينية وخصوصا في الفترة الصباحية تركز كلها على ما يحدث في غزة من إبادة لأشقائنا في القطاع. وبدوره يذيل التلفزيون كل برامجه بشعار "ثابتون مع فلسطين" لم يحذف حتى في أوقات بث صلاة الجمعة لإظهار التضامن الشعبي والرسمي مع الفلسطينيين. وتبعا لتطورات الوضع في غزة تخلى اغلب الجزائريين عن الاحتفالات بأعياد السنة الميلادية الجديدة وفضل كثير منهم إقامة احتفالات محتشمة ليل الأربعاء إلى الخميس، وتعرض كثير من التجار لخسائر كبرى بسبب عزوف المستهلكين على اقتناء الحلويات والشكلاطة. ويلتزم كثير من الجزائريين بيوتهم لمتابعة القنوات التلفزيونية التي تبث على مدار الساعة تطورات الوضع الميداني، وعلى بعض هذه القنوات اختار قطاع من الجزائريين شكل جديد من أشكال التعبير مع أهالي غزة عبر الرسائل الالكترونية من منطق اضعف الإيمان. وتشكل قناة طيور الجنة المخصصة للأطفال حالة بمفردها لإظهار حجم التضامن الشعبي الجزائري وخصوصا من صغار السن. ويمكن قراءة على شريط الرسائل خطاب تعاطف وتضامن جزائري هائل وصل إلى درجة التطرف والمغالاة عبر استخدام لغة سوقية فاضحة لا تليق ونتساءل كيف عجز القائمون على القناة التي يملكها فسلطيني مقيم في الأردن السماح بظهورها وخصوصا أن لغة الشتائم المستعملة مستوحاة من العربية الفصحى يمكن فهمها ومنع ظهورها على الشاشة. رسائل أخرى لا تتردد في توجيه الشتائم المباشرة للعرب وخصوصا الحكام جملة وتفصيلا، وتدعو بالنصر للفلسطينيين وأهل غزة وأن يفرج الله عن كربتهم متأثرين بما تبثه القناة من أناشيد دينية وصور مأساوية. والجزائريون هم الزبون والمستهلك الرئيسي لبرامج القناة التي استطاعت أن تخلبهم وتحصل على دعم مالي هام عبر اللعب على الخطاب الديني والوطني في غياب بدل محلي يسد حاجة الأطفال الجزائريين.