في الحلقة الأولى من الحوار الذي انفردت به "المستقبل" مع عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، تحدث سمير القنطار عن طفولته والتحاقه المبكر بالمقاومة، ورغم فكره اليساري القومي إلا أنه قرر الالتحاق بحزب الله إيمانا منه بأن تحرير الأوطان بحاجة إلى توحيد الصفوف ولم شمل الجميع رغم اختلاف أيديولوجياتهم وانتماءاتهم، ومنه قام بعملية "نهاريا" الشهيرة التي تم فيها دخول الأراضي المحتلة بحرا رفقة ثلاثة مجاهدين استشهد اثنان، واعتقل القنطار رفقة زميل له بعد أن أصيب بخمس رصاصات. وفي الحوار تفاصيل عن ظروف اعتقاله وتعذيبه في السجون الإسرائيلية والحكم عليه بخمس مؤبدات، وكيف استغل سجنه في تعلم اللغة العبرية ودراسته للماجستير داخل المعتقل، وإليكم الجزء الثاني من هذا الحوار: الحلقة الثانية والأخيرة المستقبل: هل كنت تحظى بامتيازات وأين كنت تلقي خطاباتك، وهل كان لك أصدقاء إسرائيليون من حرس السجون أو إدارتها؟ القنطار: لم أكن أحظى بامتيازات، بالعكس كنت أفضّل الجميع على نفسي، وهذا دور القائد، أما الاسرائليون فكلهم أعدائي ولا يشرفني أن اأكون صديق احدهم ولا اؤمن بأن فيهم يمينيا او يساريا، اما خطاباتي فبكلمة واحدة أحرك المعتقل كاملا. الاسرائليون كانوا يحترمونني ليس من باب الاحترام لكن من باب الخوف وقوة تاثيري داخل الاسرى، لانهم كلهم يلتفو ا من حولي وقد انتزعت منهم هذا الاحترام لأنهم يعرفون جيدا من هو سمير القنطار. المستقبل: ماذا كنت تقرأ من الجرائد الإسرائيلية؟ القنطار: كنت أشتريها من "لكونتين"ولا يعطونها لي، وكنت أقرأ ثلاث جرائد "أهارتس"و"أحرنوت"و"معاريف". المستقبل: ما مدى صحة قصة ترشحك لنائب في البرلمان اللبناني من داخل المعتقل ومن عرض عليك هذا؟ القنطار: صحيح تم عرض عليّ الترشح في العديد من المرات ومن أطراف عديدة لا أذكر اسماءهم لكني رفضت. المستقبل: ما قصة زواجك بعروسين من داخل المعتقل؟ القنطار: كلام غير صحيح ومجرد إشاعات وكلام فارغ. المستقبل: لكن أنا عندي اسم العروس هي فادية سيد عبد الله؟ القنطار:"يضحك" أصدقك القول هذا الكلام ليس صحيحا، هي محاولة تشويش عن نضالي وسمعتي ويدخل ضمن الإشاعة وبث البلبلة. المستقبل: ماذا عن أمك الثانية "أم جبر وشاح" وكيف تعرفت عليها وماذا تمثل بالنسبة إليك؟ القنطار: "أم جبر الوشاح" هي رمز للمرأة الفلسطينية، حنانها، صمودها تمسكها بأرض فلسطين، حبها لفلسطين، اسمها "هند موشح" أم لأسير كان معي جابر وشاح، قضينا 15 سنة مع بعض، تعرفت عليها بالصدفة كانت تزور ابنها وكانت تزورني امراة من غزة، رأتني من الشباك وبدأت تزورني لأن أهلي كانوا ممنوعين من زيارتي، كنت التقي بها نصف ساعة كل أسبوعين وكانت أمي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كانت تخفف عن وطاة السجن وتعوضني عن بعد أهلي. المستقبل: في ماذا كنتم تتحدثون وبماذا كانت تزودك؟ القنطار: كانت تحكي لي على عن اولادها، حياتها، وبالمقابل كنت أنقل لها اخبار المعتقل ومعاناة الاسرى، وهي كانت تنقل لي اخبار الخارج وعندما يعزلونني أن يحولونني الى سجن آخر، كانت دائما ورائي ودام تواصلنا 12 عاما حتى منعوني من الزيارة، كانت تجلب لي أشياء يسمح بها القانون من صور لأولادها وكتب وبعض الملابس، أما الأكل فكان ممنوعا وكانت تسعدني جدا زيارتها. المستقبل: هل التقيتها بعد تحررك؟ القنطار: نعم ومنذ سنتين زارت والدتي الغزاوية والدتي اللبنانية ومنذ شهر ونصف قدمت لبيروت لزيارتي، فاستقبلتها وكان المشهد رهيبا، وهذا جرى امام عدسات الاعلام الذي حضر بقوة. إنها امراة فريدة من نوعها، لا أعرف كيف أجازيها بخيرها الذي فاق الحدود. المستقبل: عندما اعتقلت وحكم عليك بخمس مؤبدات هل كان لديك ذرة أمل في تتحرر ذات يوم؟ القنطار: لم تكن عندي ذرة أمل بل كل الامل بأني سأتحرر. فمادام هناك صراع هناك أمل. المستقبل: هل كنت تعلق هذا الامل على دول وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل مثل الاردن ومصر والسلطة؟ القنطار: أقلت المعاهدات؟ أبدا أبدا، المعاهدات تبقي المناضلين في السجون ولا تحررهم، كل زعيم عربي يريد توقيع معاهدة إنما يريد التخلص والقضاء على أكبر عدد من الخصوم والمقاومين بتركهم في السجن حتى لا يخرج صوت الداخل ويؤثر على الخارج. عرفات عندما وقع على اتفاق"أوسلو" لم يطلق سراح السجنا ء بل تم إبقامهم. المستقبل: حزب الله خرج من رحم حركة أمل، هل لفت انتباهك في البداية وهل علقت وعقدت عليه الأمل في تحررك؟ القنطار: لا.. كنت أعتقده مثل كل التنظيمات التي خلقت في لبنان إبان الحرب الاهلية، لكن بعد أن تطور وتعزّز وثبت على نهجه أدركت أنه سيكون تحريري على يده. المستقبل: متى كان لك أول اتصال بحزب الله وكيف كنت تتواصل معه؟ القنطار: سنة 1999، اما التفاصيل فلا أحدثك عنها، ومنذ ثلاث سنوات قبل خروجي كنت اتواصل معه عن طريق هاتفي الخلوي تم تهريبه داخل السجن ولا أحدثك عن التفاصيل؟ المستقبل: كيف كانت علاقتك معهم في البداية وما نوع هذه الاتصالات هل كنت تزودهم مثلا بمعلومات؟ القنطار: في البداية كان تعارفا، ثم تعمقت الأمور وصارت أكثر ثباتا، أما نوع الاتصالات فكانت حميمية. المستقبل: كيف شعرت وأنت تتابع اعتقال سامي الحاج من داخل السجن وإطلاق سراحه من سجن غوانتانامو الأكثر قسوة من المعتقلات الاسرائيلية؟ القنطار: نعم الاخ سامي الحاج تعاطفت معه لانه ضحية وشاركته الألم والمعاناة، أما السجون الإسرائيلية وخاصة اثناء فترات التحقيق فلا أظن أن هناك على وجه الكرة الارضية ما هو أقسى وما أعنف وما أشد ظلما وقهرا منها. المستقبل: اشتشهاد الحاج عماد مغنية الذي حررك ولم تلتقه كيف عايشت الحدث وأنت في السجن؟ القنطار: كنت أشاهد التلفاز حيث رأيت في شريط الاخبار بأن هناك انفجار في سوريا، ثم قالوا في خبر عاجل الانفجار في دمشق راح ضحيته عامل مصري، استيقظت في الصباح أتابع الحدث فقالوا الانفجار راح ضحيته شخصية مهمة من حزب الله ولم يخطر ببالي أن يكون الحاج عماد مغنية. في حدود العاشرة والنصف صباحا أذيع خبر استشهاده. صُعقت وصدمت لهذا الخبر الذي جاءني من حيث لا أحتسب. لقد كانت حسرتي أشبه بحسرة آدم عندما خرج من الجنة. المستقبل: هل الصدمة والمفاجأة لأنه استشهد على الاراضي السورية وفي منطقة "كفر سوسة" ذات الخصوصية الاستخباراتية والعسكرية؟ القنطار: لا توجد أرض محصنة مئة بالمئة. الاختراق قد يطال أي مكان وهفوة صغيرة تكلفك حياتك، وخاصة مع عماد مغنية الذي ظل الموساد يطارده 25 سنة . المستقبل: ما هذه الهفوة التي أدت الى اغتياله وهل الموساد وراء ذلك؟ القنطار: الهفوة هي الاستهتار والثرثرة وهي نقطة ضعفنا التي يتسلل منها الموساد دوما والموساد هم من قتلوه، وقد قرأت كتابا صدر مؤخرا بالعبرية في إسرائيل يعترف باغتياله، ولا إقول سوى أن الموساد طارده لربع قرن ووصل الى ذلك بسب الاستهتار تارة والثرثرة تارة اخرى. المستقبل: اول ما التقيتني قلت لي انك تعرف الكثير عن الجزائر بلد المقاومة والتحرير، بلد المليون ونصف المليون شهيد هل تتكرم علينا بالتفاصيل؟ القنطار: الجزائر نعم، بلد المقاومة والتحرير، هي القدوة والمرجع عندي في فكر المقاومة، وقد قرأت عن تاريخها العظيم منذ أن احتلها الفرنسيون في1830 وقرأت كثيرا عن الامير عبد القادر وعن بن بلة الذي سألتقيه في طهران الايام القادمة في مهرجان لتكريم 20 أسيرا في العالم، وحوارا مع الراحل بومدين لصحفي اسمه لطفي، صدر على شكل كتاب وكذلك عن رموز الثورة الجزائرية. المستقبل: قلت قرأت عنها في الكتب متى وكيف ومن زوّدك بالكتب؟ القنطار: قرأت عن تاريخ وثورة الجزائر وعن معاناتها وانا في المعتقل، وكان الصليب الاحمر وبعض المحامين يزودوننا بالكتب، لكن كنت أعاني شح الكتب التي كانت تتكلم عن الثورة الجزائرية التي استلهم منها فكر المقاومة واساليب تحرير الأرض، لأن الجزائر تعرضت لأخطر وأصعب استعمار، وهو الاستعمار "الكلوني" أي الاستيطاني وليس الاحتلالي، وأنت تعلم أن ديغول عندما اراد الهروب وتسليم الجزائر لثوار التحرير واجه هجمة شرسة من طرف قطعان الاستيطان المعمرين، وتحرير أرض الجزائر هو علامة فارقة في تاريخ العرب والامة الاسلامية فهي خير نموذج وقدوة ما بعدها قدوة. ومن أراد المقاومة والتحرير فليقرأ تاريخ الجزائر لانه ليس مجرد تاريخ بل مرجعية ومنهجية لكل حركات التحرر، ولعلمك المقاومة في لبنان تستمد مقوماتها من ثورة التحرير الجزائرية. المستقبل: سؤالك عن طاهر وطار فاجأني هل توضح لي من أين وكيف تعرفه واين التقيته؟ القنطار: هو أستاذي وملهمي وصديقي العزيز في المعتقل. تعرفت عليه في السجن من خلال كتبه التي كان يزودني بها الصليب الاحمر. المستقبل: ماذا قرأت له وماسر حبك له؟ القنطار: قرأت له "الشهداء يعودون هذا الاسبوع"، وهي إحدى الروائع التي قرأتها لانها تحمل دلالالات ورموزا تحكي وجع الجزائر اثناء الثورة، وقرأت له "اللاز" الذي يحكي وجع الجزائر بعد التحرير، وقرات له كذالك "الزلزال" الذي يحكي قصة الخلافات الداخلية في الثورة الجزائرية. المستقبل: هل تعلم أنه أجرى عملية جراحية في باريس مؤخرا وأن الرئيس بوتفليقة تكفل بعلاجه وكان يتابع حالته الصحية يوميا؟ القنطار: انا اشكر هذا لسيادة الرئيس بوتفليقة وفعلا تفاجأت بالخبر، وتمنيت له الشفاء، وأرجو من جريدتكم أن تنقل تمنياتي بلقاء الطاهر وطار سواء أدعوه لزيارتي هنا في بيروت أو ألبي دعوته وأزوره بالجزائر. المستقبل: هل من طلب آخر لطاهر وطار أو لجريدتنا؟ القنطار: اتمنى ان تزودني جريدتكم بكتب عن الثورة الجزائرية ورموزها، وكل كتب الطاهر وطار وتحياتي الى كل أسرة جريدتكم. المستقبل: هل كنت تتابع أحداث الجزائر المؤلمة من تفجيرات وقتل للأبرياء وما تعليقكم؟ القنطار: نعم كنت أتابع ذلك عن كثب وكانت مجازر مروعة هزتني، ومن فعل ذلك هم مجرمون لا يمتون بصلة لا لتاريخ الجزائر ولا لأبناء الجزائر. إنه قتل عشوائي واستباحة لدم اخوانهم. إنها جريمة بمعنى الكلمة وتعاطفت مع الضحايا، ومن اعتدى على الشعب الجزائري فهو مجرم مهما كان انتماؤه وفكره. مازالت تلك الصور المأساوية المؤثرة جدا عالقة بذهني. المستقبل: هل التقيت معتقلين جزائريين في السجون الاسرائيلية؟ القنطار: لا ابدا مع علمي بأن كثيرا من الثوار والمجاهدين الجزائريين قاتلوا في الجبهات الاولى وجنبا إلى جنب مع إخوانهم الفلسطينيين. المستقبل: متى تم إبلاغك بأنك ستغادر السجن؟ القنطار: اتصل بي سماحة السيد حسن نصر الله قبل ثلاثة أشهر من موعد إطلاق سراحي المستقبل: ألم تخف من أن يسمموك أو شيء من هذا القبيل؟ القنطار: بلى، كنت حذرا جدا وتوقفت عن الأكل وكنت أقتني من "لكونتين" لأني كنت اتوقع شيئا من هذا القبيل. المستقبل: هل تخصنا ببعض الاستثناء لجريدتنا وتخبرنا عن آخر دقيقة قضيتها في المعتقل؟ القنطار: كانت الدقيقة الثالثة بعد الخامسة مساء من ظهر يوم 13 تموز (جويلية) 2008 المستقبل: من هو آخر شخص ودعته في المعتقل؟ القنطار: ودعت جميع الاسرى واخترت فيهم خليفتي من بعدي، وكان ذلك قبل خروجي بيوم، لاني كنت أتوقع سحبي في اي لحظة دون التمكن من تودعيهم، ويوم الخروج آخر من ودعته خليفتي في قيادة الاسرى فرج الله عليهم، وعند وصولي إلى البوابة أي قبل أن يستلمني الصليب الاحمر، لازلت اذكر كيف طلب الضابط الاسرائيلي من الجندي فك أغلالي، فلم يستوعب الامر مما جعله يكرر له "فكّ اغلاله" المستقبل: من هو أول شخص التقيته وأول مكان وطأته قدماك؟ القنطار: مسؤول الارتباط في حزب الله وفيق صفر وقدماي وطات رأس ناقورة، وأول شخص التقيته من عائلتي أخي الاصغر بسام. المستقبل: هل زرت قبر الحاج عماد مغنية وهل التقيت اسرته؟ القنطار: طبعا زرت قبره، والتقيت اسرته التي سعدت جدا بلقائي بها وأخبروني أن تحريري كان من اولى اوليات الحاج عماد، وبدوري قمت بتعزيتهم وتعهدت لهم أن أسير على نهجه. وبصراحة لازلت افتقده حتى هذه اللحظة التي أكلمك فيها. المستقبل: ما محلك من الاعراب الان؟ القنطار: مقاوم ومجاهد في حزب الله المستقبل: واستكمالك للدراسة ماذا عنه؟ القنطار: انا متفرغ الان الى المقاومة المستقبل: هل أنصفك لقب"عميد الاسرى"؟ القنطار: لا تهمني الالقاب ولا تستهويني وليس هذا هدفي. المستقبل: هل عندك مشروع زفاف؟ القنطار: نعم وقريبا إن شاء الله وأنت بالمناسبة مدعو الى ذلك المستقبل: من هي سعيدة الحظ ولماذا هي بالذات؟ القنطار: هي من الاسرة الاعلامية، اتكتم على ذكر اسمها. وقد اخترتها وأحببتها وسعيد باختاري لها. المستقبل: الفاتورة التي دفعتها والمقدرة ب 29 سنة وما تخللها من تعذيب وقهر وحرمان، وانت اليوم تشاهد من يأخذ قادة إسرائيل بالأحضان والقبل، ما تعليقك؟ القنطار: هذا مشهد هزلي ومقزز ولا يعبر عن الواقع والارادة الفلسطينية. المستقبل: إيران لاعب أم عابث في المنطقة؟ القنطار: لاعب أساسي المستقبل: مصر الجغرافيا نقمة أم نعمة؟ ومصر السياسة لغم أم طعم أم عقم؟ القنطار: الآن نقمة وسياستها عقيمة. المستقبل: الإعلام الذي يصف أطفال غزة بالقتلى؟ القنطار: هو إعلام أُسّس أصلا لتشويه الحقائق المستقبل: الوحدة الفلسطينية؟ القنطار: نعم مع الوحدة على أسس وليس وحدة في الهواء. المستقبل: مانديلا قضى 27 سنة في السجن، وصار رئيس جنوب إفريقيا هل ستحذو حذوه؟ القنطار: أنا لا أفكر في الرئاسية وهم لن يمنحوها لي. المستقبل: هل زرت بيتكم الذي قصف ومدرستك والمكان الذي انطلقت منه من "صور" ؟ القنطار: نعم وكان شعورا رهيبا واستحضرت كل ذكرياتي. المستقبل: هل تلقيت دعوات تكريم من رؤسا دول؟ القنطار: طبعا من شافيز وغدا سأسافر لإيران لحضور مهرجان تكريم 20 أسيرا في العالم بدعوة من أحمدي نجاد. وقد منحني بشار الاسد وسام الاستحقاق من درجة الامتياز. المستقبل: هل لديك اتصالات مع الأسرى في سجون الاسرائيلية التي كنت فيها؟ القنطار: نعم اتصل بهم عن طريق إذاعة النور والمحامين. المستقبل: لو تتعرض لبنان لعدوان إسرائيلي هل ستلبي نداء الواجب؟ القنطار: هذه أمنيتي، وانا أدعو الله أن يحدث هذا وسأكون في الجبهة الاولى.
الاسئلة التي أضحكت القنطار مطولا المستقبل: كم رقم حذائك؟ القنطار: انفجر ضحكا وأمعن فيه المستقبل: انها دعابة اعلامية نود منها سرق بعض الخصوصيات التي لا يعرفها الجميع؟ القنطار: رقم حذائي 41 المستقبل: الطول، الوزن، هوايتك، ميولاتك، احب الفواكه والعطور اليك؟ القنطار: الطول 1.68م، الوزن 77 كلغ، الفواكه التي أحبها الفراولة، هوايتي السباحة، ميولاتي المطالعة، العطور حديث الثقافة فيها لاني منذ شهور فقط خرجت من السجن ولا يوجد هناك عطور. المستقبل: الرصاصة المتبقية إين موضعها وكم طولها؟ القنطار: في رئتي طولها 5,5سم المستقبل: متى يتم الافراج عنها أم هي سمير القنطار الثاني؟ القنطار: (ضحك جدا)...إنها في المتحف في أسفل الرئة. المستقبل: كلمتك للشعب الجزائري؟ القنطار: أولا تحياتي الى الشعب الجزائري، شعب التحرير والمقاومة، متمنيا ان تعود الجزائر الى دورها المشرف والنزيه والبارز، وأن ترعى مصالحة بين الفلسطينيين، وكيف لا وهي بلد وشعب يستند الى المقاومة ومن رحمه خرجت الثورة الجزائرية التي دحرت الاستعمار الاستيطاني. المستقبل: كلمتك للجريدة؟ القنطار: نشكر جريدتكم المحترمة التي تنقلت الى بيروت حرصا واهتماما منها لإطلاع القارىء الجزائري بما يهم امته والتي هي همزة وصل من خلالها اطل على الشعب الجزائري. جريدتكم التي بادرت بلقائي هي اول وسيلة اعلامية اتصلت بي من الجزائر بلد المقاومة والتحرير، هذا شىء رائع وبشرفني وأتمنى أن يكون دوركم في الجوانب المضيئة والانحياز الكامل للقضية الفلسطينية. (ضحك جدا عندما أراد أن يوقع لنا قال لي ما اسم جريدتكم، قلت من سوء حظك أخي سمير اسمها "المستقبل"، وهذا الذي تجنبت ذكره ونحن نرتب اللقاء. ضحك مطولا وحتى حرسه الشخصي ضحك جدا، وقال: القنطار الإسم ليس حكرا على أحد).