نشب خلاف حاد بين أعضاء الوفد المغربي الذي كان يعد لزيارة ينضمها وفد إعلامي مغربي إلي فنزويلا في غضون الأيام المقبلة وتوالت الانسحابات الواحدة تلوي الاخري بعد انسحاب عبد الفتاح البلعمشي مدير المركز المغربي للدبلوماسية الموازية و حوار الحضارات وإعلانه انه غير معني بالزيارة كما يتوقع انسحابات أخري قد تلغي الزيارة نهائيا. وكانت مجموعة من الأحزاب المغربية وفعاليات إعلامية ودبلوماسية مغربية قد اجتمعت وشكلت وفدا لزيارة فنزويلا و لقاء الرئيس هوغو تشافيز لإقناعه بالتراجع عن قراره الداعم للجمهورية الصحراوية ولجبهة البولزاريو ومنحها وضعا دبلوماسيا متقدما ولإعادة الدفء للعلاقات الغربية الفنيزولية المتوترة بعد معاقبة المغرب لفنزويلا بإغلاقها للسفارة المغربية بكاراكاس بعدما قطعت هده الأخيرة علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل احتجاجا علي الحرب المدمرة علي غزة. وقال،البلعمشي" أنني قررت الانسحاب من الوفد لاعتبارات عدة، من بينها التأجيل المستمر لموعد الزيارة و عدم إبلاغي بالترتيبات التنظيمية الواجب اعتمادها عادة في مثل هذه المناسبات ومن العبث أن تقوم مبادرات غير واضحة المعالم تستقدم لها مراكز للأبحاث وفعاليات مختلفة دون وجود الوضوح الكافي في التعاطي معها، مما قد يفرغ كل العمل من معناه، هذا إن لم يأت بنتائج عكسية" فلا يمكن المجازفة بإصلاح ذات البين بين المغرب و فنيزويلا و نحن نجهل مختلف الحيثيات المتعلقة بالقضية. وأضاف"فكيف نؤتمن من الجهة الداعية لهذه المبادرة دون أن نتوصل ولو بوثيقة أو برنامج واضح للزيارة بدعوى أن العملية سرية. ويري بعض الملاحظين إن الوفد المغربي الذي يود لقاء الرئيس الفنزويلي بدأ يتفكك حتى قبل مغادرته الرباط يريد التراجع عن هده الزيارة بعد اقتناعه إن المهمة مستحيلة وان عدالة القضية الصحراوية متجدرة في وجدان الشعب الفنزويلي مند ثمانينات القرن الماضي و لا يمكن تغيير قناعات و مواقف ثابتة وغير قابلة للتصرف وتأكد المغرب أن قرار إغلاق سفارته بكاراكاس كان خطا فادحا في تاريخ الدبلوماسية المغربية انعكس سلبا علي المغرب وطرح عدة تساؤلات حول توقيته والهدف الحقيقي من ورائه خاصة أن الملك المغربي هو رئيس لجنة القدس وكانت الاعتصامات والمسيرات تملا شوارع العالم تنديدا بالجرائم الصهيونية المرتكبة ضد الأبرياء من الشعب الفلسطيني وهو ما أثار حفيظة الجماهير العربية من الموقف المغربي. و في الوقت الذي يتفكك فيه الوفد تعرب العديد من الفعاليات السياسية والنقابية المغربية الأربعاء الماضي عن تنديدهم بتواصل التجاهل المغربي لنضالات المعتقلين السياسيين الصحراويين ودعا النهج الديمقراطي القاعدي المغربي في بيان له يحمل توقيع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و معتقلي حركة العائلات كافة المناضلين الشرفاء إلى المزيد من دعم نضال كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين وتكثيف النضال من أجل الحرية السياسية. كما سجلت القضية الصحراوية في نفس الفترة إنجازات كبيرة عززها تقرير البرلمان الأروبي حول وضعية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة سيما توضيحه النزاع في الصحراء الغربية ب التقدم المعتبر و هده هي المرة الأولي التي تعترف فيها هيئة أروبية بالتعسف الدائم الذي يتعرض له الشعب الصحراوي المتميز بأعمال العنف والتعذيب الجسدي و المحاكمات التعسفية التي يراد من ورائها تخويف الصحراويين الدين يدافعون عن حقوقهم وطموحاتهم المشروعة في تقرير المصير و أوضحت تنسيقية الجمعيات الإسبانية المساندة للشعب الصحراوي إن تقرير البرلمان الأروبي ما هو إلا دعم للتقرير الذي أصدرته هيومن رايتس ووتش و الذي يورط المغرب و يؤكد مرة أخري الاختراق الدائم لحقوق الإنسان للشعب الصحراوي من طرف السلطات المغربية التي تحتل الصحراء الغربية بطريقة غير قانونية. وتوجه هده الرسائل المباشرة إلى المملكة المغربية و من خلالها إلي أعضاء الوفد المندثر و التي مفادها أن الوقت قد حان للاعتراف بعدالة القضية الصحراوية و من اجل احترام الحقوق المشروعة في تصفية الاستعمار من الأراضى الصحراوية.