يعتزم المحافظ الأممي السامي للاجئين، أنطونيو غوتيريس، القيام بزيارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين يومي 9 و10 من الشهر الجاري، وهي الزيارة التي ستمكنه من الوقوف على معاناة آلاف اللاجئين الصحراويين، وتعتبر الزيارة الأولى من نوعها. وفي وقت يتنامى فيه التأييد العالمي والإفريقي لقضية الصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، يبدو أن المملكة المغربية تتجه إلى الانكفاء على ذاتها. فإضافة إلى العلاقات المضطربة التي تربطها بدول أيّدت أو تؤيّد قضية الصحراء الغربية، أو استفتاء تقرير المصير، فإنها تصعد من لهجتها في كل مرة تجاه تلك الدول، ما يوحي بأنها تعمل على عزل المملكة. وتبارك الحكومة الفرنسية السياسة المغربية، حيث تعمل في ظل تسيير نيكولا ساركوزي على تأييد مواقف المغرب ودفعه إلى مزيد من الانعزال. فعلى المستوى الإفريقي، لا تعتبر المملكة المغربية عضوا في أي من هيئات أو منظمات إفريقية، ومن بينها الاتحاد الإفريقي الذي عقد قمة استثنائية منذ أيام في ليبيا، وكان الاتحاد الإفريقي قد أيد في آخر قمته قرارات الأممالمتحدة الداعية الى مباشرة المفاوضات المباشرة بين البوليساريو من جهة والمغرب من جهة أخرى، وهي المفاوضات التي تعثرت في أكثر من جولة، وينتظر أن تستأنف في جولة جديدة عقب اجتماع غير رسمي بين الطرفين. من جهة أخرى، تسعى الحكومة المغربية إلى الحصول على توضيحات بشأن ملابسات ما حصل في ليبيا، حيث وصفته بالإساءة إلى مشاعر المغاربة، وينتظر أن تقوم الحكومة المغربية بسؤال الحكومة الليبية بعد حادث انسحاب ممثليها من الحفل. وكان الوفد المغربي قد غادر الاحتفالات المخلدة للذكرى الأربعين لتولي العقيد معمر القذافي الحكم، حيث ضم الوفد وزراء ورئيس الوزراء المغربي، إضافة إلى فرقة عسكرية كانت تهم بتقديم عرض عسكري بالمناسبة. الوفد المغربي غادر احتجاجا على حضور وفد الجمهورية الصحراوية. وحسب تصريحات إعلامية لخالد الناصري، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، فإن "الحكومة أعلنت تشبثها بتقديم السلطات الليبية التوضيحات الضرورية والمناسبة بخصوص دواعي وملابسات ما حدث". وفيما لم تتبن ليبيا أي موقف أو ردة فعل، فإن الواضح أن المغرب ما يزال يتوغل في سياسة العزلة التي يضربها على نفسه إفريقيا، دون الحديث عن علاقاته المتشنجة مع عدد من دول العالم. ورغم أن المملكة المغربية فقدت دعما كبيرا بعد ذهاب الرئيس الإمريكي السابق جورج بوش، ولم تتمكن من فرض منطقها المخالف للمنطق والشرائع، ولو بما يتم الكشف عنه دوريا من تعاطي مع أعضاء من الكونغرس الأمريكي، تم صرف ملايين الدولارات لاستمالتهم، إلا أن حكومة الفاسي ما تزال تراهن على الموقف الفرنسي البراغماتي الغريب. وكان الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب قد بعث برسائل إلى فرنسا بمناسبة حصول مخيمات اللاجئين على إعانات من قبل الجمعية الفرنسية لأصدقاء الشعب الصحراوي، تمثلت في عدد من الشاحنات المحملة بالأغذية، حيث طالب المنتخبين والسياسيين الفرنسيين الداعمين للقضية الصحراوية الضغط على حكومتهم ليكون لها موقف معتدل، وذكّر فرنسا بدورها كعضو دائم في مجلس الأمن، مطالبا بالعمل على حفظ الأمن.