طالب أمس الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم فرنسا بالاعتذار والتعويض عن الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي طيلة 132 سنة في حق الشعب الجزائري، وقال إن ما اقترفته أياديها لا تمحوها المؤسسات التي تمجد الماضي الاستعماري وتهلل لها باريس في كل مرة. واعتبر عبد العزيز بلخادم خلال تناوله الكلمة في أشغال ندوة تاريخية نظمتها قسمة حزب جبهة التحرير الوطني بعين ولمان بولاية سطيف بمناسبة الذكرى ال 55 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة أن المطلب يكتسي بعدا شعبيا وهو أقوى من أي قرار يتخذه البرلمان الفرنسي لتمجيد الماضي الاستعماري الفرنسي، واصفا فترة احتلال فرنسا بالحقبة التدميرية الاستعمارية، وتعتبر من أبشع وأصعب الحقب التي عاشها الشعب الجزائري، بعد أن تمت إبادة عدة قرى عن آخرها ونفي الآلاف وقتل الملايين وتشريد النساء والأطفال والشيوخ وتعذيب الأحرار، متسائلا في السياق ذاته إن كان في مقدور الجزائر اليوم طي صفحة الماضي استجابة لبعض المطالب بعدما قامت باريس بإصدار قرار يمجد تلك الحقبة الشنيعة، موضحا أن ما عاشته منطقة ''قصر الأبطال'' بولاية سطيف من جرائم التعذيب والتقتيل تبقى شاهدة على همجية ممارسات الاستعمار الفرنسي البغيضة، وان ما عاشه زعماء الثورة التحريرية سنة 1956 خلال أول عملية قرصنة جوية اقترفتها ضدهم فرنسا التي تتحدث اليوم عن تمجيد جرائم الاستعمار، وما اقترفته أياديها الدموية إبان مجازر 8 ماي 1945 ضد شعب اعزل لعار لا تمحوه السنين والممارسات الحالية التي تحاول الهروب إلى الأمام من خلال البحث عما تسميه إيجابيات الاستعمار. وأكد الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني إلى مرحلة المأساة الوطنية ومرحلة التسعينيات وقال'' مرحلة من أخطر المراحل ميزها إرهاب همجي ومخططات لضرب وحدتنا الوطنية''، مشيدا بما قدمه مجاهدو نوفمبر في هذه الفترة الذين كانوا سباقين لحمل السلاح والتجند مرة أخرى لإنقاذ البلاد والحفاظ على استقرارها. وجدد عبد العزيز بلخادم تعلقه بسياسة المصالحة الوطنية التي زكاها الشعب الجزائري بأغلبية كبيرة من أجل إيقاف دوامة العنف واستعادة السلم. وتجدر الإشارة إلى أن الندوة التاريخية شهدت تقديم عدة مداخلات من قبل أساتذة من جامعتي باتنةوسطيف من بينهم بلقاسم صحراوي من جامعة سطيف الذي اعتبر أن ''اندلاع ثورة التحرير الوطنية سنة 1954 أخرج الحركة الوطنية من تناقضاتها '' فيما نوه الأستاذ يوسف مناصرية من جامعة باتنة أيضا بما أرسته ''ثروة نوفمبر من أسلوب القيادة الجماعية وتكامل الأدوار بين القادة في الداخل والخارج'. إيمان. س