وضعت السلطات المحلية لولاية تيبازة، ملف البيئة، ضمن اهتماماتها الأولية خلال المخطط التنموي الخماسي 2009-2014 قصد القضاء كل النقاط والأماكن السوداء التي شوهت وجه الولاية بمختلف بلدياتها وأثارت اشمئزاز المواطنين واستيائهم خاصة الوافدين والزائرين إليها في أيام العطل للتنزه الأمر الذي اثر في قطاع السياحة خلال السنوات القليلة الماضية وهو القطاع الذي تراهن عليه السلطات لضمان مداخيل اكبر لخزينة الولاية. ولهذا الغرض باشرت مديرية البيئة العديد من الدراسات خلال السنوات القليلة الماضية وفي مقدمتها الدراسات التي أجريت لتطهير الشريط الساحلي من تدفقات مياه الصرف الصحي التي تفرزه البلديات الساحلية على وجه الخصوص كدواودة، بواسماعيل، فوكة، عين تقورايت بالجهة الشرقية للولاية خاصة وان هذه الجهة تتواجد بها العديد من المؤسسات الصناعية التي تتخلص من فضلاتها الصناعية السامة مباشرة في البحر وهو ما أدى إلى تسجيل العديد من الإصابات بالأمراض الجلدية ونفور الكثير من السياح باتجاه المنطقة الغربية وهو ما دعى لتدخل المديرية الوصية لإنذارها في الكثير من المرات. إضافة إلى كل هذا حظيت الجهة الغربية للولاية بنفس الاهتمام حيث عرفت بلديات شرشال وڤوراية إلى غاية بلدية الداموس بأقصى غرب الولاية مشاريع مماثلة وهو ماكلف مبلغ 88 مليون دج، بالإضافة إلى إضافة إلى مبلغ 17 مليون دج، إضافة الى إجراء دراسات تقنية عبر اكبر الموانىء الصيدية بالولاية على غرار بوهارون ومينائي قوراية وشرشال لتطهيرها وتنظيفها من النفايات الصلبة والسائلة. وبخصوص تسيير المفرغات العمومية، أطلقت المديرية مشروع لتهيئة مفرغة ما بين البلديات بمنطقة الحطاطبة بمبلغ 2,4 مليون دج، كما سجلت عدة دراسات تخص البحث والتنقيب عن مواقع جديدة لاحتضان المفرغات و تهيئة عدة مراكز لردم النفايات كالمركز الذي انشىء بببلدية الحطاطبة وانجاز مركز الردم التقني للنفايات وتسييره ببلدية سيدي راشد، كما أولت ذات السلطات اهتماما كبيرا بالتسيير الحسن لمختلف المشاريع والتطبيق الصارم لقوانين البيئة، لذا طالبت بتنصيب مؤسسة عمومية تابعة للولاية لجمع النفايات المنزلية وتسيير مراكز الردم، بالمقابل قامت بتشديد عملية المراقبة على المؤسسات الصناعية التخلص من النفايات السامة السائلة منها والصلبة. إلى جانب ذلك، تشير مصالح البيئة إلى تعامل عدد من المصانع وحتى الوحدات الاسستشفائية مع متعاملين خواص اختصوا في مجال ردم وحرق النفايات. من جهتها، نسقت كل الوحدات الطبية بالولاية فيما بينها لتحديد عدد من ''المرامد'' المخصصة لحرق مختلف النفايات كالحقن وعلب الأدوية . هذا وتشير الإحصائيات الأخيرة إلى ان كمية النفايات التي تستقبلها 16 مفرغة بالولاية قد وصلت إلى 326 ,326 طن يوميا.