سبّب الإضراب عن الطعام الذي باشرته منذ أيام الناشطة الصحراوية أمينة حيدر، إزعاجا كبيرا للسلطات المغربية، بشكل دفعها إلى محاولة صرف أنظار الرأي العام العالمي بمهاجمة الجزائر. فما إن هدأت الحملة الإعلامية السياسية المصرية على الجزائر حتى استنهض المخزن قواه وأبواقه الدبلوماسية والحكومية والإعلامية ضد الجزائر بشكل جنوني ومرضي في هجوم سافر بهدف الهروب من مشاكله وإحباطاته الداخلية . ويبدو أن خروج الجزائر مرفوعة الرأس من مواجهة كروية أرادها المصريون سياسية والنجاحات التي حققتها الدبلوماسية على أكثر من مستوى وتبخر مخططات الرباط لتسويق مخطط الحكم الذاتي جعل المخزن يفقد أعصابه ويعمد لتحميل الآخرين مشاكله، وهي من اخطر الأمراض النفسية التي يواجهها أي نظام سياسي في العالم . والملاحظ في الأيام الأخيرة أن هذه الدولة المريضة تسير نحو مزيد الهذيان الدبلوماسي عبر تحريض المجموعة الدولية ضد الجزائر، وتحميلها تفجر قضية المناضلة الصحراوية أميناتو حيدر للهروب من مسؤولياتها في هذا المسألة . وبعد ما صدر عن وزير الخارجية الفاسي الفهري زميل دراسة الملك جاء الدور على الناطق الرسمي باسم الحكومة المدعو خالد الناصري الذي أطلق سلسلة قذائف كلامية تجاه الجزائر محملا إياها تهمة قيادة '' مؤامرة منهجية منظمة ضد المخزن ''. وفي هذا الصدد، قال وزير الإعلام المغربي المتحدث باسم الحكومة خالد الناصري إن قضية الناشطة الصحراوية أمينة حيدر، المضربة عن الطعام في اسبانيا ، '' مؤامرة منهجية منظمة حاكتها الجزائر ''. وأضاف الناصري في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية أن '' التوقيت يحمل دلالات '' والجزائر في موقع ضعف إزاء مشروع الحكم الذاتي للصحراء الغربية الذي اقترحه المغرب ورحب به المجتمع الدولي . وانتقد الوزير المغربي الجزائر لرفضها فتح الحدود البرية، وقال '' سقط جدار برلين في اوروبا، لكن جدارا آخر تبنيه الجزائر '' على الحدود بين البلدين . ويبدو أن تجديد الجزائر رفض فتح الحدود في المرحلة الراهنة حتى تندمل الجروح على حد تعبير وزير الداخلية نور الدين زرهوني ورفض الضغوط التي تمارسها بعض القوى الدولية لفتح الحدود زاد في حدة الخطاب المغربي، وتدل أن قضية أميناتو حيدر إلا تفصيل بسيط في ما يعانيه المخزن من عقد تجاه الجزائر . ويبدو أن المخزن في حاجة إلى علاج قوي قد يكون بالصدمات الدبلوماسية ليفيق من هذيانه ويعود لرشده ويعالج نفسه ويعترف باخطائه بدءا بالاعتراف بحقوق أميناتو حيدر . أما قضية فتح الحدود فتحتاج إلى نقاش هادئ بين الجانبين، والجزائر هنا ليست في حاجة إلى وسيط ولا تخضع لإغراءات أو ضغوط وابتزاز كما حدث لدول أخرى، كإسبانيا التي قبلت المضي في مخططات المغرب مقابل تنازلات اقتصادية وكذا وقف الهجرة السرية وتدفق المخدرات وكذا الإرهابيين والصمت حول قضية مقاطعتي سبتة ومليلية . ويبدو أن المغرب غير جاهز حاليا للمفاوضات مع البوليساريو ولا لفتح النقاش مع الجزائر حول الحدود والأمور الجادة بعيدا عن التهريج الإعلامي والسياسي والدبلوماسي والتباكي في المحافل الدولية، مادام مصرا على ارتداء ثوب الضحية والمعتدى عليه .