تأهلت شبيبة القبائل أول أمس إلى الدور نصف النهائي من كأس الجمهورية بعد تفوقها بهدف للا شيء أمام اتحاد عنابة على ملعب هذا الأخير، حيث اتسمت المقابلة بتكافؤ الفرص وتفنن هجوم الفريقين في تضييع الفرص التي تألّق أمامها الحارسان حجاوي من جانب الشبيبة وواضح من جانب العنابيين، وما ميز هذا اللقاء هو لعب الشبيبة 55 دقيقة بعشرة لاعبين بعد طرد لاعب وسط الميدان دويشر لعمارة بعد تلقيه بطاقة حمراء إثر تدخل عنيف على لاعب اتحاد عنابة، هذا الخروج زاد من حماس لاعبي الشبيبة الذين أدوا مباراة كبيرة أكدوا من خلالها نيتهم بالضفر بالسيدة الكأس هذا الموسم وهي التي غابت عنهم منذة مدة، كما ميّز اللقاء حضور قياسي للجماهير العنابية التي لم تملأ مدرجات 19 ماي منذ فترة بهذا الكم وتلك الأهازيج. إرادة وعزيمة فولاذية من قبل عناصر الشبيبة فبعد طرد دويشر زادت وتيرة اللعب من طرف عناصر الشبيبة التي تفندت في تضييع الفرص خاصة عن طريق يحيى شريف، لكن مع بداية الشوط الثاني وبالضبط في الدقيقة 48 تمكن عودية من تحرير رفقائه بإمضائه الهدف الأول والوحيد في اللقاء، الهدف الذي دفع بالعنابيين إلى الرمي بكل ثقلهم، لكن عزيمة وإرادة أشبال ڤيڤر ورغبتهم في الفوز وضمان مكانة في المربع الذهبي حالت دون تمكن أبناء بونة من الوصول إلى شباك حجاوي الذي كان رجل المقابلة بتدخلاته الموفقة، كما كان إلى جانبه خط دفاع صلب متكون من كوليبالي وبلكالام اللذين كانا بمثابة جدار دفاعي أصدمت به عديد المحاولات من طرف ا لخصم. تأكد حسن تفوقه خارج الديار هذا الفوز أكد مرة أخرى أن ڤيڤر وأشباله يحسنون التفوق خارج الديار، حيث أن هذا اللقاء قد أبان على تفوق ڤيڤر التكتيكي خارج ملعبه، إذ أنه ومنذ توليه تدريب الفريق أصبح يحقق إنجازات خارج الديار أكثر منها داخلها ومباريات الكأس خير دليل إذ عاد بفوز في دور الثمانية أمام حامل اللقب شباب بلوزداد وفوز آخر في عنابة أول أمس، كما أنه عاد بالتعادل الإيجابي من تونس أين كان بمقدور الشبيبة الفوز وهذا في إطار دوري رابطة أبطال إفريقيا. العمل البدني أيضا قد ظهر خلال هذا اللقاء فإلى جانب الإرادة والعزيمة القوية لعناصر الكناري التي تمتّعوا بها خلال هذا اللقاء ظهر الجانب البدني أين أبان رفقاء الشرڤي عن قوة بدنية كبيرة مكّنتهم من الصمود طيلة 55 دقيقة أين لعبوا بعشرة لاعبين، هذا الآداء هو ثمرة العمل الذي طالما ركز عليه ڤيڤر خلال كل أول حصة تدريبية بعد كل اللقاء أين كان يطالب لاعبيه بضرورة تكثف العمل البدني وحتى لو أن الفريق نهاية موسمه إلا أن أمورا عدة قد تحدث، لهذا فالعمل الذي قام به قد أعطى ثماره في امتحان صعب جدا. حناشي كان سعيدا جدا بهذا الفوز إذ لم يخف الرجل الأول في الشبيبة عن سعادته الغامرة إثر هذا الفوز المستحق حسبه، حيث كان من عمل رجال ومحاربين أدّوا مباراة بطولية حسبه، كما كان ثمار عمل كبير قام به المدرب ڤيڤر رغم الرزنامة المكثفة التي كانت تصيب اللاعبين بالعياء الشديد، كما اعتبر أيضا أن ڤيڤر قد أكد تفوقه خارج ميدانه وتجسد هذا بفوز فريقه في عناية أين لم يتأثروا بالهزيمة أمام مولودية العلمة قبل ثلاثة أيام من هذا اللقاء، ومن جهة أخرى يرى حناشي أن فريقه قد خطى خطوة كبيرة للظفر بهذا التاج كونه تخطى فريق قوي مثل اتحاد عنابة وكذلك قبله شباب بلوزداد، رغم وجود خصوم قوية في المربع الذهبي، إلا أن حظوظ فريقه تبقى الأوفر وهو الذي يعوّل عليها كثيرا هذا الموسم بما أنه فقد جلّ حظوظه في التنافس على البطولة. حجاوي وفلاح رجلا المقابلة وخلال هذا اللقاء تألّق حارسا المرمى حجاوي وفلاح، فالأول كان سما في هجوم عنابة وتصدى لعدة محاولات سانحة للتسجيل، وقد يعود الفضل الكبير في هذه النتيجة إليه، كما تألّق الحارس الآخر في هذا اللقاء فلاح من جانب اتحاد عنابة أين وقف في وجه عودية ويحيى شريف في العديد من الكرات وأنقذ فريقه من أهداف أخرى. الجمهور العنابي على غير العادة كان حاضرا بقوة وبما أن المقابلة في هذا الدور الربع النهائي لكأس الجمهورية التي تعد أمل الفريقين الأخير هذا الموسم، فقد كان جمهور أبناء بونة متواجد بقوة على مدرجات ملعب 19 ماي، وهذا على غير عادته حيث لم يكن يحضر بمثل هذه الأعداد الهائلة، هذا الحضور القوي أربك قليلا عناصر فريقهم التي لم تتعوّد على مدرجات مملوءة هكذا، عكس الشبيبة التي لم تتأثر وهي متعودة على أكثر من هذا، خاصة وهي التي خاضت ثلاث مرات نهائي كأس الكاف أمام 80 ألف متفرج في ملعب 5 جويلية وحققت انتصارات عظيمة أمام أقوى الفرق إفريقيا..