كشف الوزير الأسبق العربي دماغ العتروس أمس، أن الرئيس الهندي الراحل جواهر لال نهرو، عارض بشدة منح الكلمة للوفد الجزائري، خلال أشغال مؤتمر باندونغ لدول حركة عدم الإنحياز. وهو المؤتمر الذي ستقام بالجزائر؛ ندوة في ذكراه ال55 يحضرها كبير مستشاري الرئيس الأندونيسي. قال دماغ العتروس إن نهرو، وهو أحد مؤسسي حركة عدم الانحياز رفقة الزعيم جمال عبد الناصر والرئيس اليوغسلافي جوزيف تيتو، أبدى خلال مؤتمر باندونغ ''معارضة شديدة لتمكين الوفد الجزائري من تناول الكلمة وكان أكثر من متلكأ (...) وكان من الصعوبة بمكان إقناعه بأن من يريد التكلم، هم ممثلو بلد مستعمر، معتدى عليه، ويكافح من أجل الحرية''. وأشار سفير الجزائر الأسبق لدى اندونسيا إلى أن نهرو ''سحب اعتراضه في نهاية الأمر''، وحيّا المتحدث هنا الدور الذي لعبه كل من الزعيم جمال عبد الناصر، ونجل الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة (الحبيب الإبن)، والوزير الأول الصيني شون لاي، ''الذين أقنعوا نهرو بالاستماع لوفود الجزائر وتونس والمغرب''، كما كشف المتحدث، عن قيام ''الحبيب الإبن'' ب ''توظيف علاقته الطيبة بالرئيس الأمريكي كندي، لحمله على تقديم تقريره الشهير، الذي يندد فيه بالاستعمار الفرنسي للجزائر والجرائم التي ارتكبها''، وضمن ذات السياق، ذكّر الوزير الأسبق بدور كل من المملكة العربية السعودية وباكستان، وهما عضوان بحركة عدم الإنحياز، "اللتان لهما فضل في إثارة القضية الجزائرية على مستوى الأممالمتحدة''. وثمّن دماغ العتروس، في المداخلة التي ألقاها في ندوة مركز الدراسات الاستراتيجية ليومية "الشعب''، الدعم الذي حظيت به القضية الجزائرية من قبل أندونيسيا، معدّدا مظاهره ومن بينها ما قام به يومها وزير خارجية ذلك البلد علي ساستيو سيجوجو ''الذي يعزى إليه الفضل في تكوين لجنة الدفاع عن الثورة الجزائرية، التي قام أحد أعضائها باعتلاء سقف سفارة فرنسا بجاكرتا، وإنزال علمها ورفع العلم الجزائري محلّه''. كما لفت المتحدث إلى أهمية مؤتمر باندونغ بالنسبة للثورة الجزائرية الفتية وقتها، وقال إن المؤتمر ''يوم عظيم، لأنه فتح أمام الجزائر، أبواب الأممالمتحدة والمحافل الدولية (...) ومكّن الجزائر من عضوية فعالة في حركة عدم الإنحياز''، ليخلص إلى الدعوة إلى ''جعل ذكرى باندونغ يوما يُحتفل به مثله مثل 19 مارس (عيد النصر)، لأنه دَين في عنق الجزائر''. من جانبها أعلنت سفيرة أندونيسيا بالجزائر يولي مومبوني ويدارسو بالمناسبة، أن الجزائر العاصمة ''ستحتضن يوم 24 ماي المقبل، ندوة بمناسبة الذكرى 55 لمؤتمر باندونغ يحضرها كبير مستشاري الرئيس الأندونيسي رفقة وفد يضم شخصيات أندونيسية رفيعة، ويحضرها من الجانب الجزائري وزير الخارجية مراد مدلسي''.